المنهج العلمي :
هو طريقة للبحث تتميز بدرجة عالية من
الانتظام وتزاوج بين النظرية والواقع بهدف تقديم وصف وتفسيرات وتنبؤات للعالم
المحيط بنا .
وهذا المنهج يرتكز على مجموعة من الافتراضات الأساسية
:
1. إن هناك نوعاً من الانتظام والتكرار في
الطبيعة ( ظواهر – أشياء .. ) المحيط بنا .
2. إمكان المعرفة بالطبيعة .
3. المعرفة ضرورية من أجل تحسين الظروف التي
يعيش فيها الإنسان .
4. إن الظواهر الطبيعية لها أسباب طبيعية ، فلا
يمكن استخدام المنهج العلمي في تفسير ظواهر ترجع إلى عوامل خارقة للطبيعة .
5. لابد من تقديم أداله للتحقق من صدق من صدق
المقولات المطروحة .
6. لابد من الجمع بين المنطق والمشاهدات
الامبريقية .
ويتميز المنهج العلمي كمصدر للمعرفة بعدد من
السمات :
1. إنه ذاتي التصحيح ويسمح بتطوير أدواتنا
البحثية .
2. أنه وضاح بمعنى أن جميع قواعد تعريف واختبار
الواقع محددة بوضح .
3. أنه نظامي بمعنى أن كل دليل برهنه .. أو إثبات
يرتبط منطقيا أو من خلال الملاحظة بغيرة من ادله الإثبات .
4. أنه منضبط بمعنى أن الظاهرة موضع التحليل تتم
ملاحظتها بدقة فلا يتم التوصل إلى تعميمات بخصوصها إلا بعد توخي اقصى دقة ممكنة .
5. أنه يسمح بتراكم المعرفة وقد
ويشير التكرار إلى القيام من جديد بدراسة سبق إنجازها بهدف تأكيد أو رفض
النتائج التي توصلت إليها .
أما في ظل إعادة الصياغة فإن الباحث يقوم بإدخال تعديل على دراسة تم إجراؤها
من قبل بالاعتماد مثلاً على مصادر أخرى للبيانات أو باستخدام أساليب أخرى في
التحليل ، وذلك بهدف تلافي بعض المشكلات والانتقادات التي وجهت للدراسة الأولى .
المنهج عند أرسطو :
كان من نتائج الفلسفة السقراطية أن موضوع العلم ليس هو الأشياء الجزئية
المحسوسة ، بل هو " تصور " عقلي يتسم بالكلية ، كالفرق بين أفراد البشر
ومفهوم الإنسان الذي ندركه بالذهن لا بالحس .
وقد اصبح هذا أساساً لنظرية المعرفة عند كل من أفلاطون وأرسطو ، فالعالم
معرفة بالتصورات الكلية ومن هنا جاءت عبارته الشهيرة " العلم علم بالكلي
" ويعرض أرسطو لنظريته في منهج العلم ، أي المعرفة اليقينية ، في كتبه
المنطقية المعروفة " بالاورجانون " ، وهي تبحث على التوالي في مقولات
الفكر العامة ، وهي عشر مقولات : ( الجوهر ، المكان ، الزمان ، الكم ، الكيف ،
الفعل ، الانفعال ، النسبة ، الملكية ، الوضع ) ، ثم في القضايا أو الأحكام ، ثم
في الاستدلال ، أي استخراج قضية من أخرى أو أكثر ، ثم في الاستدلال العلمي الذي هو
البرهان ، وفي مسائل أخرى جدلية .
والبرهان هو النوع اليقيني من القياس الذي هو الاستدلال بقضية على أخرى ، أو
هو استخراج نتيجة من مقدمة أو مقدمات .
ولا يتم البرهان إلا إذا كانت مقدماته قضايا ضرورية ( أي لازمة وليست عرضية
) ، لها صفة العمومية أو الكلية .
وهكذا نظل نتدرج حتى نصل إلى مبادئ انصار الأولى بإطلاق ، وهي مبدأ الذاتية
( أ هو أ ) ومبدأ عدم التناقض ( أ لا يمكن أن يكون أ و لا أ في وقت واحد ومن جهة
واحدة ) ومبدأ الثالث المرفوع ( الشيء هو إما أ أو لا أ ولا ثالث بينهما ) ، وهذه
المبادئ الأولى لا يمكن البرهنة عليها بشيء غيرها لأنها هي مبادئ كل فكر ، وإنما
نحن ندركها بالحدس العقلي المباشر لأنها واضحة بذاتها ، أما كل ما عداها فإنها
تحتاج إلى برهان .
وجوهر البرهان هو ربط حد ما بحد آخر عن طريق وسيلة ثالثة ، وهكذا فإن
البرهان معرفة غير مباشرة بالضرورة ، فحينها نستنتج أن سقراط فإن من المقدمتين
" سقراط إنسان " و " الإنسان فان " ، فإن الوسيلة التي تربط
بين حدي سقراط والفناء هي أمر مشترك هو الإنسانية ، وهذا هو " علة "
النتيجة .
ويرى أرسطو بصفة عام أن العلم إنما هو علم بالعلل ، فلا نقول عن أحد أنه
" يعلم " ، ( أي باليقين ) إلا إذا كان عالماً بصلة الشيء ، وكلما
ارتفعت إلى علل أولى ارتفع قدر علمك ، ولهذا كانت الفلسفة الأولى هي العلم بإطلاق
، لأنها معرفة المبادئ الأولى لكل شيء ، والمبادئ هي العلل ، وتظهر علة الشيء ، في
تعريفه الذي يحتوي على جوهره أو على " صورته " ولهذا كان العلم عند أرسطو
هو تعريفات الأشياء .
ولم يتحدث أرسطو عن البرهان وحسب ، بل أن هناك فرعاً أخر من الاستدلال ، هو
الاستقرار وهو انتقال من جزئية ملاحظة في التجربة إلى حكم عام ، أي الارتفاع من
الجزئيات التي تتصف بصفة مشتركة إلى الكلي ، وهو طريقة البحث التي استدمها بصفة
عامة في بحوثه السياسية .
المرجع ( موسوعة العلوم السياسية ) الصادرة
عن هيئة الأمم المتحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق