الأربعاء، يناير 08، 2014

تعريف المنهج الامبريقي والعقلي الفلسفي


المنهج العلمي :

هو طريقة للبحث تتميز بدرجة عالية من الانتظام وتزاوج بين النظرية والواقع بهدف تقديم وصف وتفسيرات وتنبؤات للعالم المحيط بنا .

وهذا المنهج يرتكز على مجموعة من الافتراضات الأساسية :

1.    إن هناك نوعاً من الانتظام والتكرار في الطبيعة ( ظواهر – أشياء .. ) المحيط بنا .
2.    إمكان المعرفة بالطبيعة .
3.    المعرفة ضرورية من أجل تحسين الظروف التي يعيش فيها الإنسان .
4.  إن الظواهر الطبيعية لها أسباب طبيعية ، فلا يمكن استخدام المنهج العلمي في تفسير ظواهر ترجع إلى عوامل خارقة للطبيعة .
5.    لابد من تقديم أداله للتحقق من صدق من صدق المقولات المطروحة .
6.    لابد من الجمع بين المنطق والمشاهدات الامبريقية .

ويتميز المنهج العلمي كمصدر للمعرفة بعدد من السمات :

1.    إنه ذاتي التصحيح ويسمح بتطوير أدواتنا البحثية .
2.    أنه وضاح بمعنى أن جميع قواعد تعريف واختبار الواقع محددة بوضح .
3.  أنه نظامي بمعنى أن كل دليل برهنه .. أو إثبات يرتبط منطقيا أو من خلال الملاحظة بغيرة من ادله الإثبات .
4.  أنه منضبط بمعنى أن الظاهرة موضع التحليل تتم ملاحظتها بدقة فلا يتم التوصل إلى تعميمات بخصوصها إلا بعد توخي اقصى دقة ممكنة .
5.    أنه يسمح بتراكم المعرفة وقد

يتم ذلك من خلال التكرار او اعادة الصياغة .

ويشير التكرار إلى القيام من جديد بدراسة سبق إنجازها بهدف تأكيد أو رفض النتائج التي توصلت إليها .

أما في ظل إعادة الصياغة فإن الباحث يقوم بإدخال تعديل على دراسة تم إجراؤها من قبل بالاعتماد مثلاً على مصادر أخرى للبيانات أو باستخدام أساليب أخرى في التحليل ، وذلك بهدف تلافي بعض المشكلات والانتقادات التي وجهت للدراسة الأولى .


المنهج عند أرسطو :

كان من نتائج الفلسفة السقراطية أن موضوع العلم ليس هو الأشياء الجزئية المحسوسة ، بل هو " تصور " عقلي يتسم بالكلية ، كالفرق بين أفراد البشر ومفهوم الإنسان الذي ندركه بالذهن لا بالحس .

وقد اصبح هذا أساساً لنظرية المعرفة عند كل من أفلاطون وأرسطو ، فالعالم معرفة بالتصورات الكلية ومن هنا جاءت عبارته الشهيرة " العلم علم بالكلي " ويعرض أرسطو لنظريته في منهج العلم ، أي المعرفة اليقينية ، في كتبه المنطقية المعروفة " بالاورجانون " ، وهي تبحث على التوالي في مقولات الفكر العامة ، وهي عشر مقولات : ( الجوهر ، المكان ، الزمان ، الكم ، الكيف ، الفعل ، الانفعال ، النسبة ، الملكية ، الوضع ) ، ثم في القضايا أو الأحكام ، ثم في الاستدلال ، أي استخراج قضية من أخرى أو أكثر ، ثم في الاستدلال العلمي الذي هو البرهان ، وفي مسائل أخرى جدلية .

والبرهان هو النوع اليقيني من القياس الذي هو الاستدلال بقضية على أخرى ، أو هو استخراج نتيجة من مقدمة أو مقدمات .

ولا يتم البرهان إلا إذا كانت مقدماته قضايا ضرورية ( أي لازمة وليست عرضية )  ، لها صفة العمومية أو الكلية .

وهكذا نظل نتدرج حتى نصل إلى مبادئ انصار الأولى بإطلاق ، وهي مبدأ الذاتية ( أ هو أ ) ومبدأ عدم التناقض ( أ لا يمكن أن يكون أ و لا أ في وقت واحد ومن جهة واحدة ) ومبدأ الثالث المرفوع ( الشيء هو إما أ أو لا أ ولا ثالث بينهما ) ، وهذه المبادئ الأولى لا يمكن البرهنة عليها بشيء غيرها لأنها هي مبادئ كل فكر ، وإنما نحن ندركها بالحدس العقلي المباشر لأنها واضحة بذاتها ، أما كل ما عداها فإنها تحتاج إلى برهان .

وجوهر البرهان هو ربط حد ما بحد آخر عن طريق وسيلة ثالثة ، وهكذا فإن البرهان معرفة غير مباشرة بالضرورة ، فحينها نستنتج أن سقراط فإن من المقدمتين " سقراط إنسان " و " الإنسان فان " ، فإن الوسيلة التي تربط بين حدي سقراط والفناء هي أمر مشترك هو الإنسانية ، وهذا هو " علة " النتيجة .

ويرى أرسطو بصفة عام أن العلم إنما هو علم بالعلل ، فلا نقول عن أحد أنه " يعلم " ، ( أي باليقين ) إلا إذا كان عالماً بصلة الشيء ، وكلما ارتفعت إلى علل أولى ارتفع قدر علمك ، ولهذا كانت الفلسفة الأولى هي العلم بإطلاق ، لأنها معرفة المبادئ الأولى لكل شيء ، والمبادئ هي العلل ، وتظهر علة الشيء ، في تعريفه الذي يحتوي على جوهره أو على " صورته " ولهذا كان العلم عند أرسطو هو تعريفات الأشياء .

ولم يتحدث أرسطو عن البرهان وحسب ، بل أن هناك فرعاً أخر من الاستدلال ، هو الاستقرار وهو انتقال من جزئية ملاحظة في التجربة إلى حكم عام ، أي الارتفاع من الجزئيات التي تتصف بصفة مشتركة إلى الكلي ، وهو طريقة البحث التي استدمها بصفة عامة في بحوثه السياسية .



المرجع ( موسوعة العلوم السياسية ) الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة 

ليست هناك تعليقات: