الثلاثاء، أكتوبر 07، 2008

مواطن عربي يسأل





الكل يسمع في الأعوام القليلة السابقة والحالية عن كلمة الإستراتيجية فالكل في المجتمعات البشرية العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر يتكلم عن الإستراتيجية وتوضع لها عناوين طنانة ورنانة ومبادئ عامة لا يختلف عليها أثان في المجتمعات العربية حتى ولو أنهم لا يفقهون شيء في أي شيء .. فهي مبادئ مثل إستراتيجية ترسيخ الديمقراطية أو إستراتيجية رفع المعانات المعيشية عن المواطن أو إستراتيجية تعميم التكنولوجيا بتفرعات علومها الحديثة وعن إستراتيجية التعليم الحديث الذي يواكب العصر وإستراتيجية الإصلاح وعن وعن ..الخ .

ونسمع من التصريحات والبيانات عن الاتجاهات العامة وعن الأهداف التي يرجى تحقيقها في بلدانها والتطلعات والمبادئ التي يؤمل تحقيقها على النحو المستهدف والمأمول ؟

فالإستراتيجية هي " علم وفن وضع الخطط العامة المدروسة بعناية والمصممة بشكل متلاحق ومتفاعل ومنسق لاستخدام الموارد ومختلف أشكال الثروة والقوة لتحقيق الأهداف الكبرى في جميع الأصعدة ومن خلال التركيز على التخطيط والتتابع ، لا مجرد الإدارة العامة لأي موضوع .

ويأتي هنا السؤال الحقيقي والمحوري والجوهري وما إلى ذلك من المسميات ..

فكيف سننفذ هذه الإستراتيجيات التي نتحدث عنها ونحن عاجزون عن صنع الورق والأقلام التي نكتب بها هذه الاستراتيجيات التي ملئنا الدنيا بها غرباً وشرقاً ، ومن المعروف أن كل إستراتيجية لها خطط التنفيذ على ارض الواقع وهو " التكتيك Tactics " وهو أساليب النضال وأشكاله ومناهجه لتحقيق مهام ( معينة ) ، والتكتيك يهدف إلى تحقيق العمليات الجزئية لوضعها في خدمة الهدف الاستراتيجي العام . أي أنه يحدد أفضل المناهج والوسائل لتحقيق مهام معينة في ظروف مادية ( محددة ) ، ولعل أخطر مسألتين في التكتيك هما : ( الحلقة الرئيسية و التوقيت ) ، والحلقة الرئيسية هي تلك الحلقة في سلسلة العمليات والمواقع التي إذا أمكن السيطرة عليها ، سهلت السيطرة على بقية العمليات والمواقع ، والتوقيت : أن تكون الأرض أو التربة التي سوف يكون عليها هذا الفعل أو العمل ممهداً ومهيئاً وجاهزاً تماماً لاستقبال هذا الأمر مما يظهر النتائج في اقرب وقت ممكن وأن تكون معدة لاستقبال أي تغير عليها .

فما هو التكتيك الذي سوف نتخذه لتنمية قدرات دولنا وشعبونا لمواجه التحديات والصراعات التي وصلت إلى الاحتكام إلي السلاح في أي نقاش عام أو حتى خاص مما أصابنا بالإفلاس الفكري فالمؤسسات أن وجدت ، فهي معوقة ذهنياً وجسدياً وبطبيعة الحال مريضة نفسياً أيضاً ، حتى الدماء الشابة التي تدخل هذه المؤسسات إن أرادت أن توضح وجهة نظرها أمام السيد المسئول فأنها بذلك تكون قد تعدت الخطوط الحمراء وأحياناً يقتل الوهم السيد المسئول ويعتقد ويؤمن بأنه قد أعدتي عليه هو نفسه مما قد ترسخ من وهم في عقله ، أنه خبرة نادرة وأنه أصبح – جهبذ – في علم الإدارة وكادر لا تستطيع الأمة أو الدولة أو الشعب أن ينتج مثله وهذا هو الواقع .

ويلي كل ذلك سؤال يطرح نفسه وهو سؤال حتمي ومشروع والسؤال يقول :


أين هو الصالح العام ( Public Interest – Common Good ) ، ومن هم الطابور الخامس ( Fifth Column ) .




هناك 3 تعليقات:

ذو النون المصري يقول...

اديك قلتها
ازاي نخطط لاستراتيجيه اذا كنا لم نصنع اوراقنا و اقلامنا التي نكتب بها؟

فارس عبدالفتاح يقول...

اهلا وسهلا اخي المصري

يا مراحب

بس هناك سؤال


ما هي استراتيجية السلام التي كان صاحبك يعلق عليها كل اماله العريضة

اليس هذا سؤال مشروع وواجب طرحه

م/ الحسيني لزومي يقول...

الاخ/ فارس سعدت جدا بزيارتك والعديد من اقتراحاتك بنائه ولكن ما احاول ان افعله الان ان اجمع اكبر عدد من المدونين بالموافقه المبدئية ثم في مرحلة لاحقة يكون لنا لقاء حي نتعرف فيه علي بعضنا البعض ثم نطرح الافكار والطرق التي يمكن ان نتواصل فيها حيث انه سوف يكون ايضا هناك اختلاف في التوجهات ( سياسي- ادبي -علمي- فني...الخ)وليس فكرة الاتحاد تنبع من ايديولوجيه معينه انها كفكرة النقابات او الروابط تربطنا هواية التدوين قد يستفيد احد من الاخر فنيا او علميا..الخ
القاء الحي سوف يفرز الكثير من افكار
والي ان يتم ذلك لك خالص الحب والتقدير