الخميس، ديسمبر 03، 2009

معتقدات خاطئة

اختلف الفلاسفة على مر العصور في تفسير اصطلاح " الإيديولوجية " ففي فلسفة القرن التاسع عشر كانت الإيديولوجية هي : التأمل النظري أو الفكر المجرد ، وعرف معجم ويبستر الإيديولوجية بأنها نسق الأفكار بشأن الظواهر وخاصة الاجتماعية ، وفي تعريف آخر له يقول : أنها علم الأفكار : أي ، دراسة أصل الأفكار المستمدة من الإحساس وحده كما جاء في مذهب كوندياك ، أما في النظرية المادية الديالكتيكية فإن الإيديولوجية لا تشمل نظرية المعرفة والسياسة فحسب بل تشمل أيضاً علم ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا ) والأخلاق والدين ، ومع هذه التفسيرات المتعددة يمكن أن نعرف الإيديولوجية بأنها نظام أو نسق لمعتقدات بعيدة الجذور عن المسائل الأساسية في الحياة أو الشئون البشرية .

وتلعب الإيديولوجية دوراً كبيراً في معركة المعتقد ، فالخلاف في المعتقدات الذي لا يمس الأسس الرئيسية لا يعتبر أكثر من خلاف في الرأي ، ففي أي مجتمع قد يرى بعض الأفراد أنه لا دعي لفرض رسوم جمركية على سلع معينة ، بينما يرى الآخرون عكس ذلك ، وقد يعتقد البعض أن أفضل استخدام للمدخرات الفردية هي استثمارها أو ادخارها لوقت الحاجة ، بينما يرى آخرون أن إنفاق مدخراتهم على الاستهلاك أفضل وسيلة لتحقيق رفاهيتهم .

لكن من ناحية أخرى هناك كثير من المسائل العامة لا يختلف فيها الناس ، فالزواج مثلاً يعتبر أفضل نظام لإقامة الأسرة ، وليس هناك إنسان حر يختلف مع غيره في ضرورة إجراء انتخابات حرة ، أو تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص إلى غير ذلك من الموضوعات المختلفة التي تؤثر على كيان المجتمع .

فإذا ما وصل الخلاف في الرأي بين الناس إلى درجة حادة شاملة ، وأصبحت جماعات المجتمع لا تستطيع أن تتفق على شيء ما في الميدان السياسي أو الديني كان معنى هذا أن الخلافات قد تحولت من مجرد رأي إلى أعماق الإيديولوجية .

وهنا يتأثر هيكل التنظيم ودعامته مما قد يؤدي في اغلب الأحيان إلى صراع عقائدي ، وفي كثير من الأحيان قد يؤدي ذلك إلى حرب أهلية أو مذهبية .

ومما لا شك فيه أن السلوك الاجتماعي للناس يتأثر إلى حد كبير بالسلوك الفردي ، وفي مسائل الفكر والمعتقدات يميل الناس أساساً إلى الاعتماد على أراء الآخرين وأفكارهم ، وهم في تبادلهم في الآراء والأفكار يحاولون أن يقرروا إذا ما كانوا في جانب الصواب أم الخطأ .

هذه الآراء غالباً ما تستقي عن طريق وسائل الإعلام والاتصالات الجماعية أو قد تكون مستنبطة بوسائل شخصية بحتة .

هناك تعليقان (2):

مُهاجر يقول...

السلام عليكم
الأيدولوجيه حسب معتقدي هي النظريه و التطبيق .
ولكن لماذا نحن غارقون في معاني بعيد عن قوميتنا ولغتنا ؟
تسعدني دعوتكم
للبحث معي عن معني الهجره
الدال علي الخير كفاعل.

Beram ElMasry يقول...

العزيز الغالي فارس عبد الفتاح
وانت في صحة وسلامة وأسعدني مرورك والسلام ولا سلام مع بني إسرائيل قتلة الأطفال والأنبياء .