الاثنين، مايو 11، 2009

نظم الحكم - الثيوقراطية




يصعب فعلاً على الإنسان التحدث عن نفسه والصعوبة تكمن في كيف له أن يوصل ما يريد عن نفسه للآخرين دون مبالغة أو تقصير أو تأخذه ( الأنا ) إلى أبعاد تقلل من شأنه وتضعه في حيز غير محبب أو لا يحترم من الآخرين لذلك سوف أكون صريح في هذا الموضوع واستخدم البساطة واجعلها طريقي إلى الوصول إلى ما أريد أن أتكلم فيه هو استخدام المصطلحات العلمية في النقاشات والحوارات بين المدونين أو بين الناس بصفة عامة








ولكن قبل أن ادخل في الموضوع لابد له من مقدمة قد تطول أو تقصر ولكن لابد منها .. تشابك النقاش بيني وبين أخت فاضلة هي – أمل فتحي عزت – صاحبة مدونة (ن) في موضوع استخدام المصطلحات العلمية واستعمال هذه المصطلحات في الكتابات أو في المناقشات والحوارات العامة بين الناس أو المدونين وتبسيطها وشرحها للقراء أو المعلقين








وهنا سوف اشرح كيف كانت أول محاولة لفهم هذه المصطلحات والبداية كانت في المدرسة الثانوية التجارية بعد ما تخطيت مرحلة المراهقة المزعجة التي مررت بها والتي أثرت كثيراً وبشكل مؤسف على حياتي الشخصية واجد أن هذه المرحلة هي اخطر مرحلة يمر بها الشباب أو الإنسان بصورة كبيرة










قد انعم الله علي بنعمة الفهم والحفظ السريع ولكن لم استخدمها استخدام صحيح بسبب حداثة السن وإهمالي والدخول في سن المراهقة الذي يكون فيه تفكير الإنسان مشوش ومتخبط ولا يعي ما يصب في صالحه وكان لدينا أستاذ في اللغة العربية طليق ألسان ولدية صوت أجش جهوري معبر إلى مدى بعيد وكانت النصوص الأدبية من الأشعار الجاهلية والنصوص القرآنية فيها من المفردات الصعبة على فهمها أو تصور معانيها في الذهن دون معرفة أصلها اللغوي فكلما اصطدمت بمفرده من هذه المفردات وقف ذهني عاجزاً أمامها ،، بل وصل بي الأمر إلى أن هذه المفردات كانت سبب مزعج لعدم فهمي وحفظي لهذه النصوص فأنا اعتمد على فهم النص أولاً ومن ثم يطبع في الذاكرة بصورة تلقائية بعد مراجعته عدة مرات لا تتجاوز الخمس مرات ،، وكانت تقنية استرجاعي لهذه النصوص في ذهني إذا نسيت .. أتصور معانيها في مخيلتي وعندها يحضر النص أمام عقلي ثم اقرءاه في عقلي وكأني انظر إليه وهو أمام أعيوني .. وكانت هذه الملكة موجودة بشكل كبير ولكن مع الأسف فقدت الشيء الكثير منها لأسباب عديدة منها انتباهي لمقومات الحياة








وعندما تخرجت كنت متأثر كثيراً بالتاريخ وباللغة العربية انبهرت بالحضارة الفرعونية في التاريخ مع أنها لم تكن مقررة علينا في المراحل الدراسية التي تخطيتها وأيضاً سلب لبي العصر الجاهلي ومازال .. قرأت في أصول حضارات كثيرة مثل حضارة ما بين النهرين ( العراق ) والهند والصين واليابان وحضارات أخرى في أميركا الجنوبية وأوروبا .. وكان ما يجعلني أتعلق بهذه الحضارات هي درجة العلم الذي وصلت إليه هذه الحضارات وعن فك الغاز هذه العلوم التي سبقونا إليها هؤلاء البشر السابقين وكيف وصلوا إليها








ومن ثم جلست اقرأ ( وكان لدي متسع من الوقت ) عن حركة التاريخ البشري على كوكب الأرض وكيف كان الإنسان الأول وكيف تكونت هذه المجتمعات البشرية وكيف توصلوا إلى هذه العلوم وكيف كانت نظم الحكم فيها وكيف كانت الحالة الاقتصادية وطريقة الحياة اليومية وكيف كانت اللغة التي كانوا يستخدمونها في التواصل بينهم البعض وبين الحضارات الأخرى أو البشر الآخرين وما هي أصول هذه اللغة وكيف انتهت هذه اللغات والحضارات








ومن هنا دخلت في متاهة كبيرة اسمها علم الاجتماع وفلسفة التاريخ ولقد برع الغرب في هذا العلم وكان علم الاجتماع هو ألبنة التي قامت عليها الحضارة الغربية في دراسة حركة التاريخ البشري والدوافع الإنسانية والفكرية لنشوء هذه الحضارات وهذه العلوم وكيف وصلت هذه الحضارات إلى ما وصلت إليه وكيف اندثرت هذه العلوم وأصبحت الغاز لم تفك بعضها إلى الآن










وعندما كنت أقرأ في بعض الكتب المتاحة لدي وكانت أجدها في مكتبة عامة لدينا في القرية التي كنت أعيش فيها وكان أسمها ومازال " بيت الثقافة " وهي مكتبة تابعة لوزارة الشباب والرياضة .. كنت اصطدم بمصطلحات صعبه ومستعصية فعلاً على الفهم لأنها ليست عربية الأصل .. فكنت اسأل المتعلمين ممن يكبرونني في السن والعلم ولكن لا جواب .. كنت أجدها سداً منيعاً وحصناً حصيناً على من يريد أن يخترقها ويعرف ما بداخلها










أخذت ابحث في المكاتب الأخرى خارج القرية كلما سمحت لي الفرصة عن معجم أو قاموس أو موسوعة عن معاني هذه المصطلحات والتي هي مفردة لغوية داخل بحر من الكلام ولكن كانت هذه المصطلحات أشبه بصخرة سوداء هائلة وسط صحراء من ذرات الرمال الصفراء








وكانت البداية العثور على موسوعة العلوم السياسية في علم الاجتماع وكانت أول مفردة أو مصطلح قمت بفك شفرته هو – الثيوقراطية – هذا المصطلح الذي كان مفهرس تحدت عنوان فلسفة السياسية الغربية










وهو باختصار واختزال شديد جداً أنظمة الحكم التي تزعم أنها تحكم باسم الله سبحانه وتعالى أو بحكم الله سبحانه وتعالى وهي كلمة يونانية قديمة وتعني ( حكم الله سبحانه وتعالى ) ولكن يقصد بها ( حكم رجال الدين ) ولا يقصد بهذا المصطلح تولي رجال الدين مناصب السلطة نيابة عن الله سبحانه وتعالى ولكن يقصد بها حتمية توليهم مناصب القضاء والتشريع لأن الثيوقراطية هي نظام حكم يعتبر أن الله سبحانه وتعالى هو السلطة الحقيقية والسيادية العليا وأن القوانين أو التشريعات هي تشريعات أو قوانين مدنية واجبة التطبيق وبما أن رجال الدين هم الخبراء بهذه القوانين والتشريعات فعليهم تطبيق هذه القوانين السماوية على المجتمع

هناك 11 تعليقًا:

أمل فتحى عزت يقول...

السلام عليكم
الاخ الكريم فارس عبد الفتاح
ولا يهمك أنا مثلك مليش تقل على الحكايات ولكن وجدت مشقة منذ سنوات وأنا أحكى هذه الحكايات لأجيال من الاطفال الذين تربوا فى بيتى وبأجيال أخرى من الاقارب والجيران ممن لم ينعموا بنعمة القرأة والكتابة واعتادوا على تلخيص المعرفة بلغة يفهمونها .
ولكل فرع من هذه المدونة وله تجربة اجتماعية بين الناس .
مع خالص تحياتى

ن يقول...

السلام عليكم
الاخ الكريم .. فارس عبد الفتاح
بداية متميزة أظن اننا فى حاجة اليها خاصة وأنك تمدنا بخلاصة معرفتك ونطمع فى المزيد من وقت للأخر كلما طابت نفسك للتواصل معنا .
مع خالص تحياتى

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

قرأت عن الثيوقراطية من قبل
ولكن الثيوقراطية الغربية غيرنا
لأن الكنيسة عندما حكمت أفسدت كل شىء
ولكن عندما حكم الدين عندنا سطرنا أعظم صفحات التاريخ

{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (48) سورة المائدة
{إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} (67) سورة يوسف

م/ الحسيني لزومي يقول...

عمي/ فارس
من الممكن عند استخدام مصطلحات في المقالات او الحوارات علي ان يكون لها هامش في اسفل الصفحة حتي تعم الفائدة من النقاش اولا ومن زيادة المعلومات ثانيا وحتي لا يهرب المتابع اذا لم يكن له سابق معرفة بالمصطلح.
وان كان النت قد وفر الأن ما كنت تقوم به من جهد جهيد للحصول علي المصطلحات مابين مكتبة القلرية ومكتبة المدينة.
بالمناسبة ما اسم قريتكم
مع خالص تحياتي

Beram ElMasry يقول...

فارس عبدالفتاح
ولد العم الحبيب الفارس القومي نصحتك في السابق خوفا عليك وحبا فيك ولما طفح الكيل بي انفلت لساني فالظلم بين وفوق الطاقة وسالتزم نصحك ان شاء الله حفظنا الله وايك وادام الخير بيننا
ولك تحباتي والسلام ولا سلام مع اليهود

فارس عبدالفتاح يقول...

الاخ الفاضل د. ياسر

الموضوع مش موضوع الكنيسة في العصور الوسطى او عصر النهضة

ده تعريف عام لنظم الحكم التى تعتمد على الدين كأساس للحكم مالوش دعوى بالكنسية او بالجامع

طيب ما فيه دول وحضارات ومجتمعات قديمة ايضا كانت بتستخدم الدين كمرجعية للحكم مثل الفراعنة الى الحد الذي اغرى فرعون ان يقول انا ربكم الاعلى والكهنة كانوا بيقولوا امين


وحضارات كثير جداً في التاريخ كانت بتستخدم النظام الثيوقراطي كادات حكم ومرجعية

وبعدين متخليش النزعة الدينية تستدرجك في الاتجاه المعادي لاي دين اخر لاني حسيت اندفاعك نحوى نقطة معينة هي هجومك على الاخر باللاوعي

مع بالغ التقدير والاحترام

mohamed hassan يقول...

فارس باشا
توضيح مهم جدا و اول مرة اعرف معنى الكلمة ممتاز يا ريت تواصل المجهود دة
و شكرا على مرورك الكريم لدي
اخوك
محمد حسن
مدونة كنوز

م/ الحسيني لزومي يقول...

عمي /فارس
فيه حد في اسيوط ما يعرفش مير اعتقد انها اكبر قرية بالقوصية وبها وحدة محلية وانا زرتها اكثر من مرة ولكن زيارات عمل ...كما ان ممثل العمال والفلاحين بمجلس الشعب عن دائرة القوصيةهذه الدورة الاستاذ/ محمود حلمي من مير .وبالطبع كان معي اثناء الدراسة البعض من مير ولكن الذاكرة لا تسعفني....ما عرفش ليه تصورت انك من الصبحة يمكن علشان انت في الكويت واغلب اهل الصبحة لهم ابناء بالكويت...عمومما هذه اضافة للسيرة الذاتية لك.
مع خالص تقديري

Soul.o0o.Whisper يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أولا بجد جزاكم الله خيرا على المصطلح دا

لأنى أول مرة أعرفه


ثانيا : ربنا يبارك لك فيما وهبك من مواهب
لكن الواحد لازم يمسك عليها بايده و سنانه
بجد
الحفظ السريع دى نعمة ما بعدها نعمة
- اسال واحدة بتعانى - ههههههههههه

كنت أتمنى لو فعلا تطلعنا على قرءاتك و استنباطاتك فى مجال الحضارات الماضية

على فكرة دا موضوع مهم جدا جدا جدا والله
و مرتكز مهم جدا فى الحوار القرآنى
وهو حضارات الامم السابقة و كيف هلكت و لم هلكت

لان دا كله عبرة و عظة لينا عشان نصلح الغلط اللى عندنا و مش نقع فى أخطاء تانية


كل ما ذكرت فى هذا البوست حقيقى مهم
و اعتقد انه سيكون شئ ممتاز لو أطلعتنا على ما عندك من حصيلة
- ماتخافش مش هنقر و لا نحسد و لا هنئ-







هنعملك كوكتيل منهم
ههههههههههههههه



لا بجد ربنا يبارك لك يارب

و فى انتظار المزيد

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

أنا برضه قصدت الثيوقراطية الغربية بتاع العصور الوسطي
ومتقلقش عليا
أنا مؤدلج إسلامياً .. لكن دماغي بخير

جزاك الله خيراً علي النصيحة

Beram ElMasry يقول...

فارس عبدالفتاح
اخي الحبيب واللامع دائما طيب الواحد ميخفش يعني كويس في امل برده!!!!
بس اظن ان الفقر والاوبئة وغلو سعر الكيماوي خلي الصعايدة حسين ان البلد دي مبقتش بلدهم فياتري قد مهم قدرين هيكونوا عيزين يدافعوا ولا لا؟!!
تحياتي والسلام عليكم ولا سلام مع اليهود