الباطنية مصطلح عام – نسبة إلى " الباطن " – المقابل " للظاهر " – يطلق على العديد من الفرق – الإسلامية وغير الإسلامية – التي لم تقف في قضية " التأويل " عند حدود الاعتدال ، وإنما ذهبت فيها مذاهب الغلو والتعميم والإطلاق .
فـ " التأويل " – في مصطلح العربية – هو – كما يقول أبو الوليد أبن رشد : " إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية ، من غير أن يخل ذلك بعادة لسان العربي في التجوز... " .
وهو – بهذا المعنى ، وبهذا الضبط – قد لجأت إليه كل تيارات الفكر الإسلامي ، مع اختلاف في الإكثار منه أو الاقتصاد فيه .. لكنها جميعاً ، وبإزاء بعض ظواهر النصوص ، التي لا تتفق مع المقاصد الشرعية أو الكليات الاعتقادية ، لجأت إلى التأويل ، فأخرجت دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية .. وبعبارة أبوحامد الغزالي عن التأويل ، فإنه : " ما من فريق من أهل الإسلام إلا وهو مضطر إليه .. " .
لكن الباطنية قد تميزوا عن الفرق المعتدلة في الموقف من التأويل ، عندما لم يجعلوه " ضرورة – واستثناء " وإنما جعلوه " القاعدة – الأصل " ذات " العموم – والإطلاق " .. لقد رأوا أن لكل ظاهر باطناً ، ولكل تنزيل تأويلاً ، ومن ثم فإنهم لا يقفون عند الظاهر – أي ظاهر – إلا ليتجاوزوه إلى الباطن ، ولا يقفون عند التنزيل – كل التنزيل – إلا ليتجاوزوه إلى التأويل ! .. وهم يعممون ذلك في العقائد والعبادات والمعاملات وفي الثوابت والمتغيرات .. في أخبار عالم الغيب وعالم الشهادة فضلاً عن الإغراق والمغالاة فيما أدعوه أسراراً ورموزاً للحروف والأعداد ! ..
ذلك هو الاطار الجامع للفرق الباطنية ، التي تعددت بسبب تشعب الطرق التي أثمرها هذا الغلو في التأويل ، ولأسباب أخرى كثيره ، وهذا هو المعيار الذي استحقت بسببه هذه التسمية ، سواء في اطار الفرق الإسلامية أو النحل غير الإسلامية .
وفي الاطار الإسلامي نجد تفاوت علماء الفرق في تعداد فصائل الباطنية ، وأن كنا نستطيع أن نقول أن خلاصة أبحاثهم ، عند المقارنة ، تقول أن الفرق والجماعات الباطنية في الإسلام هي :
الإسماعيلية :
وهم فرقة من الشيعة الإمامية عندما وقع الخلاف على من يكون الإمام بعد جعفر الصادق ، فقال الاثنا عشرية أن موسى الكاظم ، على حين قالت الإسماعيلية أنه إسماعيل بن جعفر الصادق .
ولقد تفرعت الإسماعيلية فصائل ومذاهب كانت جميعاً باطنية ، خلطت الإسلام بالمذاهب الغنوصية الفارسية القديمة وبالأفلاطونية الحديثة وبكثير من الإسرائيليات .
القرامطة :
وهم من أبرز فصائل الإسماعيلية الباطنية – وتسميتهم بالقرامطة قد أتت من أسم أحد دعاتهم – حمدان قرمط .. ويسمون أيضاً بـ " السبعية " ، لاعتقادهم بأن أدوار الإمامة سبعة ، كما أن تدبير العالم السفلي منوط بالكواكب ، السبعة .
الدورز :
نسبة إلى مؤسس فرقتهم محمد بن إسماعيل الدرزي ، وهم يعتقدون أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله هو ( الناسوت ) الذي حل فيه ( اللاهوت ) ، ويسمون انفسهم " الموحدين " .
النصيرية :
نسبة إلى داعيهم محمد بن نصير – وهم يعتقدون ان للإمام على بن أبي طالب جانبا ( لاهوتياً ) حل فيه .
البابية .. البهائية :
التي أسسها السيد على محمد الشيرازي ، الذي أدعى أنه باب العلم بالحقيقة الإلهية ، وسمى نفسه بـ " الباب " .. وعن البابية تولدت البهائية ، التي أسسها ميرزا حسين على نوري وسمى نفسه " بهاء الدين " .
وجميع هذه الفرق باطنية ، لإغراقها في التأويل لظاهر التنزيل ، ومغالية في تشيعها لأئمة آل البيت ، وذات تاريخ سياسي مشبوه ، لعدائها لوحدة الأمة ، وتعاون كثير منها مع أعداء الأمة ، من التتر والصليبين والاستعمار الغربي الحديث ..
البابكية :
نسبة إلى قائد ثورتها بابك الخرمي الذي خرج على الدولة العباسية في خلافة المعتصم العباسي ، من بعض الجبال بناحية أذربيجان .. والبابكية فرقة باطنية من فرقة المذدكية – وهو مذهب من مذاهب الفرس القديمة – وليسوا شيعة ولا من فرق الإسلام ..
تلك هي أبرز فرق وفصائل التيار الباطني .. تفرقت بها سبل وصور وأسباب الغلو ، وجمعها اطار الاعتقاد بالباطن والتأويل والخاص والعام والتقية .
فـ " التأويل " – في مصطلح العربية – هو – كما يقول أبو الوليد أبن رشد : " إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية ، من غير أن يخل ذلك بعادة لسان العربي في التجوز... " .
وهو – بهذا المعنى ، وبهذا الضبط – قد لجأت إليه كل تيارات الفكر الإسلامي ، مع اختلاف في الإكثار منه أو الاقتصاد فيه .. لكنها جميعاً ، وبإزاء بعض ظواهر النصوص ، التي لا تتفق مع المقاصد الشرعية أو الكليات الاعتقادية ، لجأت إلى التأويل ، فأخرجت دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية .. وبعبارة أبوحامد الغزالي عن التأويل ، فإنه : " ما من فريق من أهل الإسلام إلا وهو مضطر إليه .. " .
لكن الباطنية قد تميزوا عن الفرق المعتدلة في الموقف من التأويل ، عندما لم يجعلوه " ضرورة – واستثناء " وإنما جعلوه " القاعدة – الأصل " ذات " العموم – والإطلاق " .. لقد رأوا أن لكل ظاهر باطناً ، ولكل تنزيل تأويلاً ، ومن ثم فإنهم لا يقفون عند الظاهر – أي ظاهر – إلا ليتجاوزوه إلى الباطن ، ولا يقفون عند التنزيل – كل التنزيل – إلا ليتجاوزوه إلى التأويل ! .. وهم يعممون ذلك في العقائد والعبادات والمعاملات وفي الثوابت والمتغيرات .. في أخبار عالم الغيب وعالم الشهادة فضلاً عن الإغراق والمغالاة فيما أدعوه أسراراً ورموزاً للحروف والأعداد ! ..
ذلك هو الاطار الجامع للفرق الباطنية ، التي تعددت بسبب تشعب الطرق التي أثمرها هذا الغلو في التأويل ، ولأسباب أخرى كثيره ، وهذا هو المعيار الذي استحقت بسببه هذه التسمية ، سواء في اطار الفرق الإسلامية أو النحل غير الإسلامية .
وفي الاطار الإسلامي نجد تفاوت علماء الفرق في تعداد فصائل الباطنية ، وأن كنا نستطيع أن نقول أن خلاصة أبحاثهم ، عند المقارنة ، تقول أن الفرق والجماعات الباطنية في الإسلام هي :
الإسماعيلية :
وهم فرقة من الشيعة الإمامية عندما وقع الخلاف على من يكون الإمام بعد جعفر الصادق ، فقال الاثنا عشرية أن موسى الكاظم ، على حين قالت الإسماعيلية أنه إسماعيل بن جعفر الصادق .
ولقد تفرعت الإسماعيلية فصائل ومذاهب كانت جميعاً باطنية ، خلطت الإسلام بالمذاهب الغنوصية الفارسية القديمة وبالأفلاطونية الحديثة وبكثير من الإسرائيليات .
القرامطة :
وهم من أبرز فصائل الإسماعيلية الباطنية – وتسميتهم بالقرامطة قد أتت من أسم أحد دعاتهم – حمدان قرمط .. ويسمون أيضاً بـ " السبعية " ، لاعتقادهم بأن أدوار الإمامة سبعة ، كما أن تدبير العالم السفلي منوط بالكواكب ، السبعة .
الدورز :
نسبة إلى مؤسس فرقتهم محمد بن إسماعيل الدرزي ، وهم يعتقدون أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله هو ( الناسوت ) الذي حل فيه ( اللاهوت ) ، ويسمون انفسهم " الموحدين " .
النصيرية :
نسبة إلى داعيهم محمد بن نصير – وهم يعتقدون ان للإمام على بن أبي طالب جانبا ( لاهوتياً ) حل فيه .
البابية .. البهائية :
التي أسسها السيد على محمد الشيرازي ، الذي أدعى أنه باب العلم بالحقيقة الإلهية ، وسمى نفسه بـ " الباب " .. وعن البابية تولدت البهائية ، التي أسسها ميرزا حسين على نوري وسمى نفسه " بهاء الدين " .
وجميع هذه الفرق باطنية ، لإغراقها في التأويل لظاهر التنزيل ، ومغالية في تشيعها لأئمة آل البيت ، وذات تاريخ سياسي مشبوه ، لعدائها لوحدة الأمة ، وتعاون كثير منها مع أعداء الأمة ، من التتر والصليبين والاستعمار الغربي الحديث ..
البابكية :
نسبة إلى قائد ثورتها بابك الخرمي الذي خرج على الدولة العباسية في خلافة المعتصم العباسي ، من بعض الجبال بناحية أذربيجان .. والبابكية فرقة باطنية من فرقة المذدكية – وهو مذهب من مذاهب الفرس القديمة – وليسوا شيعة ولا من فرق الإسلام ..
تلك هي أبرز فرق وفصائل التيار الباطني .. تفرقت بها سبل وصور وأسباب الغلو ، وجمعها اطار الاعتقاد بالباطن والتأويل والخاص والعام والتقية .
هناك 3 تعليقات:
لقد درسنا في الجماعة بالتفصيل مذاهب الباطنية وصدمنا بتفكيرهم اللاواعي
الفاضلة / سندي
وانا أيضاً صدمت من دراستي للمذهب السني الذي انتمي اليه ، وهو تغليب النقل على العقل ، والوثوق بالاحاديث المجموعة بعد مرور 200 سنة بعد موت النبي علية الصلاة والسلام .
واخاذها مرجع بل والقول بان الصحاح وصحيح البخاري خاصة هو ادق واصدق كتاب بعد كتاب الله ، بمعنى انه :
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
وحاشا لله أن يكون ذلك .. فان كتاب الله الوحيد في هذا الوجود ، هو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
تقبلي اطيب تحياتي
انا مبسوط جدآ لمتابعتك
إرسال تعليق