الأربعاء، مايو 01، 2013

تعريف مصطلح الاتصال السياسي .. !


تعريف مصطلح ( الاتصال السياسي ) :


يشكل الاتصال أساس التفاعلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بحسبان أن المرء لا يستطيع التفاعل مع غيره إلا إذا تمكن من الاتصال بهم ، ويقصد بالاتصال السياسي عملية نقل الرسائل فيما بين الفاعلين السياسيين على الأصعدة المحلية والوطنية والدولية من ناحية وبينهم وبين المواطنين العاديين من ناحية أخرى .

ويتكون نسق الاتصال السياسي ، شأنه شأن أي نسق اتصالي ، من مرسل ورسالة وقناة نقل الرسالة ، ومستقبل .

         والمرسل / والمستقبل ، قد يكون فاعلاً سياسياً ( فرد – جماعة – مؤسسة سياسية – منظمة دولية –مواطناً عادياً .. الخ ) .

والرسالة في اغلب الأحيان تكون مكتوبة أو شفوية ، فيما تكون في بعض الأحيان فعلاً ، أو سلوكاً ( التصويت – الاغتيال السياسي – إرسال أسطول حول العالم – وضع حجر أساس – قص شريط – زيارة لموقع إنتاجي أو خدمي – التظاهر والأضراب والتصفيق .. الخ ) ز

ويتم نقل الجزء الأكبر من الرسائل السياسية عن طريق وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية والأحزاب وجماعات المصالح والبعثات الدبلوماسية ، فضلاً عن الاتصال الشخصي أو بالمواجهة .

واذا كانت دراسة الاتصال السياسي قديمة قدم الفكر السياسي ذاته ، إلا أن الأدبيات السياسية الحديثة والمعاصرة أولت اهتماماً بارزاً لتحليل أشكال الاتصال ومضامين الرسائل وقنوات نقلها ، وتأثيرها على المستقبلين .

وفي هذا الشأن ، برز منهج تحليل المحتوى كأداة بالغة الأهمية والقيمة في الكشف عن أطروحات وأفكار ومعاني الرسائل ، فيما استخدمت الاستبيانات والمقابلات لدراسة ما تطرحه من تأثيرات على المستقبل .

ومن بين علماء السياسة المعاصرين ، يقفز اسم ( كارل ديتش ) الذي يعد رائداً في توجيه النظر للاتصال السياسي كبؤرة مركزية لعلم السياسية ، ولعملية الاتصال بحسبانها الجانب المحوري في أي نظام سياسي .

إن الاتصال ، برأيه يشكل عصب النظام السياسي الذي لا يعدو أن يكون شبكه اتصالية واسعة ، وقد عرض أطروحاته وأفكاره بهذا الخصوص في مؤلفه الشهير " أعصاب الحكومة " وجاء فيه أن النظام السياسي يضم أربعة انساق فرعية هي نسق الاستقبال ونسق الذاكرة ، ونسق القيم ونسق التنفيذ .

وتتلقى أجهزة الاستقبال المعلومات من بيئة النظام الداخلية والخارجية لتقوم بنقلها إلى جهاز صنع القرار .
 
ويعتمد أعضاء هذا الجهاز على المعلومات المستقبلية والذاكرة ( أي المعلومات والخبرات السابقة المختزنة سواء في عقولهم أو في السجلات ) والقيم التي تحكم تفصيلاتهم القرارية في اتخاذ قرار ما / يرسل إلى اجهز التنفيذ التي تتخذ الأفعال والتدابير الكفيلة بتطبيقه . 

هذه القرارات والأفعال التنفيذية تثير لدى المستقبلين ردود أفعال مختلفة تتلقاها أجهزة الاستقبال لتحويلها بدورها إلى مركز القرار .

ويسمى ذلك بالتغذية العكسية التي قد تكون إيجابية تدفع النظام إلى إنتاج السلوك نفسه ، أو سلبية تدفع النظام إلى تعديل سلوكه أو التحول عن الهدف الأصلي إلى هدف جديد فيما لو اتضحت صعوبة تحقيقه .

ويستند تحليل أو مدخل الاتصال – كما صاغة دويتش – إلى مجموعة من افتراضات :

1.  ترتبط قدرة النظام السياسي على استقبال ومعالجة كل المعلومات الواردة إليه في أية لحظة زمنية بعدد وأنواع وحالة القنوات الاتصالية المتاحة .

كما ترتبط بدرجة الدقة في جمع المعلومات ودرجة التشويه الذي يطرأ على المعلومات فيما بين لحظة استقبالها ولحظة الاستجابة لها ، إذ كلما كان هناك عدم دقة في جمع المعلومات ، أو ازدادت درجة التشويه ، لابد وأن يواجه النظام متاعب استجابته ( قراره ) لن تكون للموقف الفعلي وإنما لتصور غير دقيق ومشوه لخصومه .

2.    يرتبط نجاح النظام في تحليل المعلومات التي يتلقاها بقدرته على استدعاء الخبرات والمعلومات المختزنة .

3.  كلما قلت فترة الإبطاء – أي الفترة الزمنية التي تقع بين استقبال المعلومات والاستجابة لها – دل ذلك على زيادة كفاءة النظام في الاستجابة للمطالب .

4.  اذا عالج النظام المعلومات على الوجه السليم ، فمن المتوقع أن تكون المعلومات على الوجه السليم ، فمن المتوقع أن تكون قراراته كافية لتلبية المطالب .

5.  يتطلب اكتساب النظام قدرة التعليم – أي القدرة على تصحيح وتطوير سلوكه – أن يتخلى عن عادات وإجراءات وتصورات قديمة وأن يرسي بدلاً منها عادات وتصورات وترتيبات جديدة .

وفي معرض تقويم مدخل الاتصال ، يؤكد انصار هذا المنظور على ثلاث مزايا أولها : سهوله رصد وقياس عناصر النسق الاتصالية . وثانيها : معرفة العوامل المؤثرة في استقبال المعلومات ، وثالثها : قياس تأثير الاتصال على أداء النظام السياسي .

أما المنتقدون فيأخذون على المدخل استخدامه مفاهيم مستعارة من فضاء هندسة الاتصال والقوى في تحليل النظام السياسي الذي يباشره الإنسان صاحب العواطف التي يصعب التحكم فيها أو التنبؤ بها .

         كما يأخذون عليه أيضاً وجود عناصر في نسق الاتصال يصعب إخضاعها للقياس مثل معنى الرسالة وشدة الرسالة ، والعلاقة بين مصدر الرسالة وتأثيرها .

 

 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

Thanks for sharing your thoughts about legal us poker sites.
Regards