الخميس، مايو 07، 2009

حالة من التخبط سبقتها حالة من الفوضى والهمجية




تصاعدت الأحداث من جديد في العراق وازدادت العمليات المقاومة للاحتلال الأميركي في العراق بعد إعلان مبادرة أوباما لخروج القوات الأميركية من العراق لعدم قدرتها على فرض إرادتها العسكرية ولكن بطريقة أو بأخرى فرض قدرتها السياسية وهذا هو الهدف الحقيقي والرئيس من شن الحروب .. الهدف السياسي وليس العسكر فالعمل العسكري هو أداة سياسية عندما تعجز الدبلوماسية في تمرير بعض السياسات في أمور معينة

فنجحت القوات الأميركية بإقامة حكومة موالية لها .. وكذلك نجحت في تأليب بعض المناطق السنية على المقاومة وبالأخص تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وتم إنشاء الميلشيات المحلية التي يطلق عليها – الصحوات – التي توجد في المناطق السنية وكان إنشاؤها أمر ملح ضد المليشيات الشيعية التي كانت في الجنوب والوسط وتم ترويضها والتفاوض معها ثم جعلها موالية أيضاً للقوات الأميركية بشكل أو بأخر

ولكن تصاعدت الأحداث في الأيام الأخير فتقول بعض التحليلات أن حزب البعث أعاد تشكيل تنظيمه الميداني وعاد بهذه العمليات ليثبت أنه موجود على الساحة ولكن إذا صح هذا القول فهل أميركا سوف تخرج وتترك الحكومة والقوات الحكومية معرضة لهذه الهجمات وهي قوات هشة وتوجد عيوب كبيرة في تشكيلها وقد اعترف بهذه العيوب جهات وقيادات عراقية في الحكومة العراقية بقيادة المالكي

واتهمت إيران القوات الأميركية بعد قتل عدد كبير من الإيرانيين الشيعة الذي كانوا في زيارة إلى المراقد المقدسة الموجودة بالعراق أن القوات الأميركية هي الفاعلة وهي المسئولة عن هذه العمليات .. وتقول بعض التحليلات أن حزب البعث هو الذي يقوم بهذه العمليات انتقاماً من الشيعة

وهنا سؤال يحيرني هل فعلا أميركا سوف تخرج بطريقة سريعة من العراق أم سوف تماطل أو تتلكأ في الخروج فإذا حدث هذا فإن الخطة الاقتصادية التي وضعها أوباما سوف تنهار بسبب التكاليف العسكرية التي سوف تترتب على تأخر خروج القوات الأميركية من العراق وأن أميركا الآن تعاني معاناة لا حدود لها جراء الأزمة الاقتصادية ولا تستطيع أن تتحمل أكثر من هذا في العراق

مع الأخذ في الحسبان أنها تعاني معاناة كبيرة في أفغانستان وتتطالب حلف شمال الأطلنطي أن يشارك بشكل أكبر في العمليات الجارية في أفغانستان .. والاتحاد الأوروبي يتهرب من هذه الالتزامات العسكرية تجاه الأميريكان فهل أوروبا تستنزف أميركا في العراق وأفغانستان بعدم الإسراع في نجدة أميركا في أفغانستان وتتركها تستنزف من الطالبان وقوات قلب الدين حكمت يار وبرهان الدين رباني وغيرهم

هناك 6 تعليقات:

ن يقول...

السلام عليكم
أخى الفاضل فارس عبد الفتاح
لا داعى لسوء الظن بى الم يكن من باب أولى أن أظن من البداية أننى المستهدفة من هذا المصطلح .
بالعكس أنت طرحت نقطة فى غاية الاهمية تحترم عليها ونشكرك لأنك ساعدتنا على طرح و شرح هذا المصطلح الذى لا ينتبه اليه الناس .. ولوكنت أراك كذلك لما بادرت بكتابة رد واحد .
ولكنى أشرت من بداية إنشاء هذه المدونة أنها صفحات للمشاركة وبالرغم من المتاعب التى وجدتها من بدايتها الا انى كنت عازمةعلى الاستمرار رغم أنه لدى مدونة أخرى أدبية متنوعة ولها ايضا جمهورها ولكنى رأيت فى حركة التدوين هدفاً أسمى من طرح الافكار وعرض القدرات هى المشاركة فى إثراء الحركةالفكرية البناءة وهذا واجب علينا جميعاً .
ومرة أخرى أشكرك على طرح مثل هذه المصطلحات بل انى أطلب منك أن تساعدنا فى تفسيرها فهى من واجب المعرفة لكى تيسر على القارىء فهمها وتجنبه مشقة البحث عنها والتعرض لبعض المفاهيم المشوشة ولك حرية الاختيار فى هذه المشاركة .
مع خالص تحياتى

أمل فتحى عزت يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
أمل فتحى عزت يقول...

السلام عليكم
أخى الفاضل.. فارس عبد الفتاح
عدت اليك للتعليق على هذا البوست
عندما تولى أوباما الحكم كتبت له رسالة هذا هو نصها وما زلت انتظر الاجابة حتى الان وقد تتوافق أسئلتى مع سؤالك .

رسالة الى باراك أوباما
رسالة من الشعوب الاسلامية والشعوب السمراء والقارات التى يُنظر اليها على أنها دول العالم الثالث وربما نكون بعد ذلك الرابع أو الخامس لسنا ندرى هذه الشعوب التى قفزت فرحاً لتحيّ الرئيس باراك أوباما على فوزه ودخوله الى البيت الابيض وسألت نفسى من وسط هذه الشعوب عدة أسئلة .
لماذا نحن نتحدث عن كرسى للرئاسة وهم يقولون بيت وكمان أبيض ؟
لماذا نحن دائماً نتحدث بصفة فردية فى لفظ كرسى وهم تعودوا أن يتحدثوا بلغة البيت والاسرة والمشاركة ؟
هل هذا ما أدى الى دخول هذا الشاب الاسود الى البيت الابيض حقاً إنتصاراً للفكر الحر للديموقراطية ؟؟
ولكن أوباما..لى عدة أسئلة إسمح لى أن أسألها وأرتاح قبل أن أنتظر المفاجآت .
أوباما ..
هل جئت لتعلن قرار إنسحاب القوات الامريكية من العراق وأغلب الدول التى يتخذون فيها مقرات للدفاع والحماية و..الخ .وذلك لحماية الجنس الابيض من لقب الهزيمة وإتخاذهم هم القرار لكشف خيبتهم فى هذه المهمات وأن يكون قرار الانسحاب قراراً أسوداً وليس أبيضاً؟.
أوباما
هل ستكون بهذه الكاريزما مصدراً لحشد الجنود من الجنس الاسود بدلاً من الجنس الابيض وإفتداء لهم ولتفادى قلة نسلهم ولكى يعيش الجنس الابيض فى إستقرار ويموت هؤلاء فداء لربما يتحقق الامل فى سيادة الشعوب السمراء ذات يوم بعد سنين من الفقر والجهل والمرض ؟
أوباما ...
من الذى جعل لك هذا الصوت الشجىّ الذى أذاع فى العالم الامريكى ترشيحك لرئاسة أمريكا ورئاسة أمريكا تعنى من وجهة نظرهم العالم كله .. هل هو الفخ يا أوباما فى إستغلال الانسانية التى عملت من أجلها سنوات طويلة ثم بعد ذلك تخضع للضغوط وفرض الشروط وتطبيق الاجندة دون حذف أو تغيير ؟.
أوباما ..
هل ستكون وبالاً على الشعوب السمراء والمسلمين ليقال لقد نكل بهم عرق أسود من أصل مسلم إذا هم يستحقون الفناء الى النهاية؟.
أوباما ..
هل حقاً بك ستنتصر الانسانية وتبدأ العدالة الانسانية للعودة الى الارض ؟. أوباما
الايام وحدها كفيلة بالرد على كل هذه الاسئلة.
مع خالص تحياتى

Soul.o0o.Whisper يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخى الفاضل / ا.فارس

فعلا اسئلتك منطقية جدا

يعنى انا طبعا مش عارفة بالظبط
لكن اعتقد ان امريكا هتناضل لاخر رمق عشان تحتفظ بمكانتها و شكلها ادام العالم

لكن فى نفس الوقت دول ناس بيدوروا على مصلحتهم أولا و أخيرا
فاكيد هيدوروا على حل يكون فى مصلحتهم
و اللى اعتقده انهم لو ملقوش غير الانسحاب
هينسجبوا بس بردوا بطريقة تخلى فى ايدهم مقاليد الامور

ازاى ماتسألنيش
مش عارفة
بس يعنى اعتقد كدا

و دا مش نهويل لامرهم
و لا انهم ماحصلوش

لكن اعتقد ان دى طريقة فكرهم



دمت بود

م/ الحسيني لزومي يقول...

شوف يا عمي فارس
بالبلدي امريكا لن تخرج طالما العراقيون منقسمون علي انفسهم ولا يضعون اولوية وحدة العراق في استراتيجياتهم وهذا ما يلعب عليه الاستعمار فرق تسد والاحتلال ليس احتلال اراض بقدر ما هو احتلال عقل والعقل العربي كله في حالة استسلام ولا اكون مبالغا اذا قلت انه مستمتع بهذا الاحتلال.
مع خالص تحياتي

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

والله يا أخي الكريم الوضع في العراق ملبد جداً
وأمريكا يصعب التنبؤ بخطوةٍ واحدةٍ قادمة لها
لا يخفي عليك أن أمريكا نفسها دبرت الكثير من الفوضي (الخلاقة) في العراق
فلما لا تدبر الأن بعضاً منها أيضا؟
والشيعة ولائهم الأول لإيران
وموقفهم غير واضح تماماً

والسنة منقسمون بطريقة غريبة , وصوتهم بلا صدي حقيقي

لا أظن أن أمريكا ستخرج من العراق بهذه السهولة .. وإن كنت أتمني هذا