الخميس، مايو 14، 2009

نظرة مبعدية نكون صحبتها .. علم الكلام ومنهجية السفسطائيون



قبل أن أبدا هذا الموضوع لابد من توضيح أمر معين .. هذا الموضوع فلسفي كبير جداً وأن ما وضعته هو خلاصة ما فهمته أنا شخصياً منه .. بمعنى أن ما أقوله هو حصيلة شخصية لا استطيع أن اجزم فيها بأني قد أحطت إحاطة كاملة بهذه الفلسفة وعلى تفرعاتها وإنما ما سوف أقوله هو عبارة عن نظرة عامة جداً على هذا الموضوع فأن هذا الأمر شائك ومعقد ويلزم لمن يهتم بهذا الموضوع أن يتطلع عليه من بعض المراجعة والكتب المتخصصة ذات الصلة حتى يستطيع أن يستوعب جيدا ما أقوله .. هذا إذا أراد
والموضوع هو : علم الكلام في الإسلام – والسفسطائيون اليونانيون – القدماء
علم الكلام
علم الكلام هو أداة فكرية لغوية تستخدم في الدين الإسلامي لإثبات الحقائق العقائدية بالعقل – الفكر – والبرهنة عليها بالحجج ، ودفع الشبهات عن العقيدة والدين ، ومن مسميات هذا العلم علم التوحيد والصفات – علم أصول الدين – علم النظر والاستدلال – والفقه الأكبر .. وهي تسمية الإمام أبو حنيفة النعمان
وهذا العلم هو ارقي العلوم في الشريعة وأشرفها وأنبلها فأساس هذا العلم هو { ذات الله } سبحانه وتعالى ، وصفاته ، التي يجب إثباتها له والتي يجب نفيها عنه { أي الصفات والأسماء التي يجب أن لا تنسب إلى صفاته ولا أسماءه }
وكذلك النبوات والرسالات والمعجزات المثبتة للنبوات والرسالات والصفات اللائقة بالأنبياء والمرسلين وما يجب أن يكون على الأنبياء والمرسلين وما لا يجوز أن ينسب إليهم ،،، وأفعال الله سبحانه وتعالى{ وهنا يقصد بالحكمة من وراء مشيئة الله } وأفعال العباد { وهنا يقصد الدوافع الفكرية والإنسانية للفرد }.. وأحوال يوم القيامة من البعث إلى الحساب والجزاء أي الجنة والنار
وهذا العلم كله يتمثل فيه فلسفة الإسلام لأنه هو الذي يتم به ومن خلاله إثبات الحقائق الدينية بالحجج العقلية ( البرهان – الدليل ) فهو قائم على الدليل العقلي في الأمور العقائدية الكبرى وفيه يرتقي الإنسان { الفرد المسلم } من حضيض التقليد إلى ذروة اليقين العقلي في أصول الدين فهو { أي علم الكلام } فلسفة المسلم ، الذي يعتمد عليها في تحديد الكون والحياة ، ومعنى الحياة . وهو بمثابة { علم المنطق في الحضارة اليونانية }
ولهذا فهو يعتبر {علم الكلام } الأساس الذي يبنى عليه سائر العلوم الإسلامية فإذا ثبت بالحجة العقلية وجود إله واحد قادر عالم مرسل للرسل منزل للكتب كان هناك مجال لبناء { يقصد بالبناء – أساس ديني }.. ووجود علوم للتفسير والحديث وأصوله والفقه وأصوله ... الخ
وسمي علم التوحيد لمركزيته في العقدية الإسلامية ، وسمي بالفقه الأكبر لأنه مقابل لفقه الفروع الذي هو علم الشرائع ، بينما الفقه الأكبر هو علم الأحكام والأصول العقائدية ، وسمي بعلم النظر والاستدلال لأنه أداة إثبات للحقائق الدينية من خلال النظر{ وهنا يقصد بالنظر التفكر } والاستدلال بالعقل والشرع معاً
وهناك اختلاف في تسميته بعلم الكلام هل بسبب الجدال الذي دار حول القرآن الكريم هل هو خلق الله أم كلام الله ، بمعنى هل هو قديم ؟ أم مخلوق ؟؟ أم لأن هذا العلم قائم على الدليل العقلي وأثره يظهر من كل { متكلم في كلامه – أي متكلم في اختصاصاته } أو لأنه لتشابه مع علم { المنطق } اليوناني أو لأنه يصبح المشتغل به لدية القدرة على الكلام في التشريعات ،أم لأن أبوابه قد عنونت بـ : " الكلام في كذا ... والكلام في كذا " فسمي علم الكلام
وسبب نشوء واشتهار هذا العلم هو مسألة { صفة القدر } وتفسير العدل الإلهي وأفعال الله وأفعال العباد والحرية والجبرية والتخيير والتسيير وكل هذه المصطلحات سوف نشرحها إن شاء الله



السفسطائيون
هم مجموعة من المفكرين والمعلمين اليونانيين وهم ليسو جماعة منظمة أو فلاسفة بالمعنى الدقيق لكمة فلاسفة أو أصحاب مدارس فكرية وإنما هم حركة فكرية ظهرت بأجلى صورها في اليونان في عام { 400 – 450 ق.م } وهم جماعة من المعلمين المتجولين في اليونان القديمة وكان اهتمامهم بالتربية والتعليم في إطار الاهتمام بالإنسان بشكل عام
وكان التعليم السفسطائي يسع علوم كثيرة يمتد من اللغة وفن الخطابة إلى الأنساب والتاريخ والرياضيات وأهم ما قد أضافوه لهذه العلوم ادخل مستوى التخصصات على هذه العلوم بحيث أنهم لم يسبقهم إلي هذا احد من قبل
فضلاً عن الطب الذي ازدهر في عصرهم حتى أنه يقال أن السفسطائيون قد ألفوا في فن التمرين وفن الطبخ ، ولكن التعليم كان بؤرة تركيزهم واهتمامهم واهم شيء كانوا يركزون عليه في تعليمهم هو تعليم { الفضيلة } ولا يقصد بهذه الكلمة مكارم الأخلاق وإنما يقصد منها { حسن أداء الوظائف } بمعنى أن يعلم المواطن اليوناني فن النجاح في إدارة أموره الشخصية وأمور مدينته على السواء


وهذا ما جعل من حركة السفسطائيون أداة جذب للشباب كبيرة جداً في ذلك العصر لأنهم وجهوا الشباب الطموح في اليونان إلى القفز إلى المراكز القيادية والسياسية في مدن اليونان الكثيرة بينما رأى القادة والسياسيين والآباء أنهم يسلبون منهم السيطرة على أبنائهم

وهناك مفارقة في هذا الأمر وهو أن هؤلاء المعلمون السفسطائيون معلمون متجولون داخل المجتمع اليوناني بينما كان ينظر إليهم القادة السياسيون والآباء على أنه كيف لهم أن يعلمون أبناءهم المواطنة وهم رحل داخل المدن اليونانية
ومن أهم المبادئ الفكرية للحركة السفسطائية هي العقلانية والمادية فهم كانوا يعتمدون على النسبية في كل شيء مما يعني أنهم ينفون القيم المطلقة والحقيقة الواحدة
بمعنى أن القيم الأخلاقية والسلوكية والفكرية للفرد ( الإنسان ) نسبية تختلف من فرد لأخر ومن مجتمع لأخر وأن الحقيقة الواحدة ليس لها وجود لأنه قد يكون هناك وجوه أخرى للحقيقة لم تعرف وهذا في الأمور الفكرية والعلمية
وأن الإنسان مقياس كل شيء في الصواب والخطأ في الفكر والإدراك الحسي وفي الخير والشر والجمال والقبح وفي الصالح والطالح ولنفسه ومجتمعه ومدينته
وعليه : فهم أنكروا حقيقة الدين وقالوا أن الدين من صنع المجتمع أو من صنع أفكار الإنسان وأن الدين مجرد أساطير وهذا يتماشى مع أفكار وفلسفات كثيرة غربية ،، لا داعي لذكرها ألان حتى لا نتشتت وندخل في تعريف هذه الأفكار وأصولها الفكرية والفلسفية
وبرع السفسطائيون في فن الخطابة أو الكلمة بصفة عامة وفي فن البرهان بصفة خاصة فهم من هذه الناحية يعتبروا مؤسسي علم { المنطق }
وقد اتهمهم خصومهم بأنهم بارعين في { قلب القضايا القوية إلى ضعيفة والضعيفة إلى قوية } سواء أكانت تلك القضايا فلسفية أم سياسية أو غير ذلك
اهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاههاهاهاهاه
طبعا انتم تسألون لماذا أضحك
اضحك على خصوم السفسطائيون بحيث أدركوا أنهم عاجزين عن الرد عليهم واثبات فكرههم وحجتهم بالبرهان ( الدليل ) وهذا أن دل فإنما يدل على قوة الفكر السفسطائي وبلاغة اللغة السفسطائية وسطوع البرهان السفسطائي بحيث أعجز المعارضين على أن يردوهم ويدحضوا حججهم وبراهينهم سواء أكانوا على صواب أم على خطأ { فهذه قضية أخرى سوف اشرحها في آخر الموضوع } المهم أنهم عجزوا بالرد على السفسطائيون
وأنا من المعتقدين بل من المؤمنين بأن القرآن الكريم معجز في لغته وفي بلاغته وفي منطقة وهذا هو إعجاز القرآن الكريم في رأيي المتواضع ، وهو طرحة للعقيدة الإسلامية بالبرهان العقلي المنطقي الذي إذا نظر { وهنا يقصد بالنظر التفكر } الفرد بعقل ومنطق سليم سوف ينبهر ويعجز أن يأتي ببرهان يحاجج به هذا القرآن بل من ابلغ ما وصف به القرآن كان وصف الوليد بن المغيرة حين قال أن لها لحلاوة وعليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وأسفله لمغدق وأنه يعلوا ولا يعلا عليه وهذا كان أبلغ وصف للقرآن الكريم على مر العصور على الطلاق وهذا في رأيي المتواضع وهذا من بلاغة لغته وفصاحة بيانه ومنطقه السليم
بل أن الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن أهمية الكلمة وأهمية المنطق { الحجة } والآيات كثيرة جداً في القرآن الكريم وقد وصف الله سبحانه وتعالى سيدنا داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن الله آتاه فصل الخطاب أي اللغة الفصيحة البليغة والمنطق السليم والعدل في الحكم وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إنما آتيت مجامع الكلّم أي الفصاحة والبلاغة في اللغة والمنطق السليم والبرهان الساطع الذي يستند إلى الحق الذي بعثه الله به ،، وأن من احد الأسباب التي أعيب عليها نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام من فرعون قال أنه لا يبين في الكلام لذلك فقد طلب موسى عليه السلام من الله سبحانه وتعالى أن يرسل معه أخوه هارون عليه السلام لأنه أفصح لسانه وابلغ بياناً
ولهذا اعتمد السفسطائيون على الكلمة والحجة والتلاعب بها في إثبات فكرهم واثبات حججهم سواء أكانت ادعاءهم بحق أو لا يستند إلى حقيقة المهم أنهم استخدموا الكلمة الفصيحة البليغة والمنطق في إثبات فكرهم ورأيهم ،، وهذا أمر لابد لكل شاب أن يتعلمه ويجيده وبالأخص شبابنا واقصد بشبابنا المصريون لأنهم ينقصهم هذا العلم والتعرف عليه وعلى كيفية الرد عليه لأننا في عصر الأفكار والفلسفات والتصورات الشخصية والأوهام العقلية والأحلام وأصبح الكلام سمة هذا العصر
وللأسف عندما تحاول أن تناقش أو تحاور تجد من تحاوره خواء لا تجد لدية لغة فصيحة ولا بيان ولا منطق سليم ،، بل يعتري فكره ومنطقة ولغة التخبط والتشتت ولا يستطيع أن يوصل إليك ما يريد ، وأنه أيضاً فقد القدرة على إدراك ما يقرأ ويسمع
فلقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : بلغوا عني ربما مبلغ أوعى من سامع ، أو كما قال ،، وهذا مؤسف جداً بالنسبة للفرد المصري لأنه هو طليعة هذه الأمة العربية والإسلامية






هناك 16 تعليقًا:

م/ الحسيني لزومي يقول...

حبيب قلبي فارس
تعليقي بعيدا عن المضمون ولكن له علاقه بالشكل.
دائما في الصحافة الصورة تخدم الموضوع ...فما علاقة صورة الزعيم عبد الناصر بعلم الكلام...هذا مع علمي لعشقك لعبد الناصر كزعيم عربي.
تحياتي

Soul.o0o.Whisper يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخى الفاضل / ا.فارس

ههههههههههه
كنت هأسأل نفس سؤال م/لزومى
بس هو سبق

ياللا مش مشكلة

النقطة التانية أنا قرأت جزء علم الكلام بس ..لسه ماكملتش الباقى

و أنا الصراحة ماتعمقتش فى موضوع علم الكلام

لكن علم الكلام المذموم -حسب ااعرف يعنى- هو الكلام فى صفات الله بشكل مبالغ فيه
و هل الله ذات أم لا
و لو ذات فالذات له حيز
و هكذا فلسفات
اعتقد انها تسبب الرفقة عند اختلاف الرأى فيها
واولا و أخيرا ايضا هو علم كلام
أى آراء أشخاص
و يبقى النص يحتمل اكثر من معنى

:)


هأكمل و آجى اعلق

Soul.o0o.Whisper يقول...

عدنا من جديد

أؤيدك أننا لابد أن نجيد اللغة
و أن تكون بالفصحى

و أن نجيد فن الحجة و الدليل
و كيفية إيصال ما لدينا لاخرين

لكن فى نقطة ..
أن يكون الحوار و النقاش من أجل التعلم
و طلب الحق ..
أما النقاش الجدلى ، فأنا لا أراه فى صالحنا
بالعكس يجر لأمور سيئة نحن فى غنى عنها


جميل ان يكون لدينا لسان نقنع به الناس
لكن ليس جميلا أبدا ان نقلب به الموازين

أعتقد انك فاهم قصدى
:)




دمت بود

فشكووول يقول...

عزيزى فارس
تحياتى
اضم صوتى لصوت المهندس الحسينى لزومى وسوول ويزبر فى علاقة الصور بالموضوع
يعنى انت عايز تغيظنى وخلاص
على العموم ننتظر اكمالك للموضوع عشان نقدر نتكلم
بس كل اللى انت قلته صحيح اكاديميا
يعنى هو بس الصور اللى غايظانى
تحياتى

ن يقول...

السلام عليكم
أخى الكريم .. فارس
أنا اعترضت على كبسولةواحدة المرة السابقة حتى تكون الموضوعات التى تطرح للنقاش محددة فإذا بى أفاجىء بصيدلية كاملة كل صنف فيها يحتوى على عناصر متعددة وانت تقدم النصيحة للشباب الذى لم ولن يدرك الان أبعاد مقاصدك فكيف لهم بإستيعاب هذه العناصر المتداخلةفى موضوع واحد .
أخى الفاضل .
فى الازمنة السابقة والى الستينات كانت الناس تفكر أكثر مما تستخدم من أدوات بحث وشبكات انترنت وخلافه لذلك كانوا يصرون على فهم الفلسفات المختلفةبل ويعمد البعض الى فك الطلاسم من كثرة تمرين العقل وتحفيز ملكة البحث والفكر
أظن لوكانت هناك مقارنة حية ما بين مخ أنسان عاش من قرنين وانسان هذا الزمن لوجدنا أن الاول ثنايا المخ لديه عميقة أما الان فستجدها مسدودة ومتلاصقة .
لو تعلم شباب الامة قرأة القرآن قرأة صحيحة ولوتعلموا كيف يتدبرونه فلن يجدوا معاناة فى حل طلاسم الفلاسفة .
انصحك بترشيد المعلومات حتى يسهل على القارىءالالتقاء معك فى نقاط للمناقشة
مع خالص تحياتى

قيس بن الملووووح يقول...

انا متفق وبشده مع كل المعترضين علي الصورة.
فهل كان عبد الناصر تيوقراطي حتي تضع صورته في البوست السابق.
من الحب ما قتل !!!!

فارس عبدالفتاح يقول...

الأخ الكريم / الحسيني

كنت أتحدث في الموضوع السابق عن الحكم الثيوقراطي وقصصت في الموضوع في مقدمة كيف استطعت أن أفك شفر هذا المصطلح عن طريق بحثي في المكاتب عن موسوعات أو عن قواميس أو معاجم لهذه الاصطلاحات فوضعت صورة عبد الناصر وهو يقرا كصورة شخصية لي أنا وفي نفس الوقت فهي ترمز لقوة الفكر القومي وحثه على المعرفة والبحث عنها فتدل على ثلاث أشياء( أي الصور ) الفكر القومي المتمثل في عبد الناصر وقوته الفكرية وتدل علي أنا شخصيا ومحاولتي في البحث عن ما يدعم فكري الشخصي وما يتحتم علي من انتماء لهذا الفكر أن اطلع وان اثقف نفسي بنفسي وان أكون على قدر المسؤولية تجاهه الفكر الذي انتمي إليه وتجاه من يحاورني سواء في ما اعتقد فيه بالفكر القومي أو غيره من الأفكار والفلسفات

يعني الموضوع شخصي مثل الفن التشكيل الذي لا يفهمه احد من الناس إلا صاحبه بمعنى من يقوم بعمله فقط وهذا نوع من الفنون العقيمة في رأيي لأنه من المفروض للأعمال الأدبية والفنية أن تخاطب الجماهير كافة وليس فرد بحد ذاته أو فئة معينة لأنه من أسمى الأعمال الأدبية والفنية من تكون تجاه الجماهير ولصالح الجماهير وتعبر عن الجماهير

وكذلك في الموضوع الحالي أتكلم عن علم الكلام وعن السفسطائيون الذي كانوا خطباء بارعين ومحاورين عباقرة وان ما يعرفه العامة عن هذه الحركة مشوه وفيه من التحريف والتخبط الشيء الكثير

وعن علم المنطق اليوناني

وعن علم الكلام الإسلامي في إثبات الحق

فوضعت صورة لعبد الناصر وهو يخطب في الجماهير وهو يخاطبهم من بلكونة احد المباني والصورة الثانية وهو يقرأ ويتأمل جريدة في احد القطارات

وهنا ارمز لعبقرية عبد الناصر الخطابية وعلى حجة المنطقية السليمة وهذه أمور شخصية أيضا قد يرى إنسان غيري أن عبد الناصر ليس عبقرياً في الخطابة وليس لدية حجة ولا منطق سليم

ولكن أنا اعتقد في هذا وبالحجة والمنطق السليم ،، فإذا أراد أي إنسان أن يحاورني أو يناقشني أو حتى يجادلني في ذلك فانا تحت أمره وأنا لها أن شاء الله وسوف ادحض كل حجج من يحاول أن يناقشني في أي شيء يخص هذا الفكر أو يحاججني في عبد الناصر وهذا ليس غرور أو عنجهية وإنما كما يقول الشاعر

من ربط الجحاف فإن فينا أفراداً صلباً وأقواماً حسانا

وكما يقول الله سبحانه وتعالي

قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين


ومع احترامي وتقديري

فارس عبدالفتاح يقول...

الأخت الفاضلة / سول

عن سؤالك الخاص بالصور فقد قمت بالرد عليه عندي وعند الأخ الحسيني أما بخصوص انه يوجد مبالغات في فلسفة علم الكلام فهذا كلام عاراً عن الصحة شكلا وموضوع

نعم الله له ذات وان لم يكن له ذات فلن تكون له صفات .. فضلاً عن أن الله سبحانه وتعالي له نفس والدليل على ذلك في القرآن الكريم حينما كان يخاطب نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام حينما يقول

" واصطنعتك لنفسي " إذا الله سبحانه وتعالى له نفس ولكن ذات تحت عنوان ليس كمثله شيء ونفس تحت عنوان ليس كمثله شيء وكل أمر يخطر على بال ابن ادم عن ذات الله تكون تحت عنوان ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى

ولكن الذي تخافين منه يا أختي الكريمة صحيح ووارد ولكن لكل متكلم في هذا الموضوع لابد له وان يكون عالماً علماً حقيقياً بالشريعة وأصولها وباللغة العربية وأصولها ليس أنا أو أنت أو أي احد من إخواننا المدونين قد يعرض نبذه عن هذا العلم كما حاولت أن افعل ولكن أن يخوض في هذا الكلام ... أقول لا يجوز لي أو لغير أن يخوض في هذا الكلام إلا إذا كان عالما ً أو لديه معرفه كاملة بهذا الموضع

المهم سؤل أبو بكر الصديق هذا السؤال عن ذات الله سبحانه وتعالى فقال العجز عن الإدراك إدراك والبحث في ذات الله إشراك .

بمعنى نقر لله بذاته وصفاته أما أن نبحث فيها كيف هي وكيف شكلها وأين توجد ... الخ

فهذا لا يجوز وقد قلت لك ذلك في السابق في مناقشات عن موضوع عقل الكائنات وهذا بالنص كما كان : " عن ( قياس التمثيل ) وأن من لا يعرف هذا الباب يحكم على الأشياء بحكم غيرها لأن الإنسان لديه مدركات في عقله ومن خلال هذه المدركات تنشأ التصورات من خلال الخبرات في الحياة تكون عنده صور داخل الذهن ( العقل ) فإذا جاء معنى جديد قاسه على ما في الذهن ( العقل )

وهنا مثال : عندما نقول أن الله غفور رحيم عنده معنى في ذهنه يلتقطه ويقيس عليه ولكن من المفروض أنه تحت عنوان ليس كمثله شيء ،، يرى العدل فيفهمه ويسمع أن الله عادل فيستوعب ولكن لا تشبيه ،، يسمع عن العقاب فيفهم معنى العقاب بتصوراته في الحياة الدنيا بأن هذه المعني لها صور في الذهن لكن لا يجب التمثيل في مثل هذه الأمور .

لكن عندما يقال لك أن الله أول ليس له آخر فليس هناك تمثيل أو تصور لأنه ليس في ذهنك ( عقلك ) هو أول ليس قبله شيء وآخر ليس بعده شيء ،، يقع هنا الالتباس لأنه ليس لديه تصور مماثله لشيء ليس قبله شيء وآخر ليس بعده شيء .

وهنا قاعدة آخرى ( عدم الوجدان لا يمنع عدم الوجود ..)

أنت ما وجد لكن هذا لا يمنع وجوده وهنا يقع الخلط بين التعقل والتصور وهذا ما يقع فيه الكثير إذا لم تستطع تصور شيء فهذا لا ينفي تعقله


مثال آخر يقال أن اللون البنفسجي يوجد فيه 60 الف تموج في البوصه فلاً تتصور إطلاقاً هذا الأمر لكن تتيقن بعملية حسابية مدروسة لهذا الأمر .

مثال آخر : سرعة ذبذبا الصوت 100.000.000 مائة مليون ذبذبة في الثانية أنت لا تستطيعي أن تتصور هذه الذبذبات بهذه السرعة ولكن من الممكن أن نتعقلها بطريقة عمليه حسابية قطعية

وهذا ما أريد أن أقوله للشباب في هذا الموضوع وأنا اعرف أنه كلام لا يفهمه الكثير ولكن يجهله الكثير فأردت أن أبسطة واشرحه لكي أقربه إلى أذهانهم والى وجدانهم "

وكان كلام أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول إذا عجزنا عن إدراك شيء معين فهذا إدراك منا بضعف قدرتنا العقلية وبأننا لن نصل إلى معرفته وبناءً عليه فهذا في حد ذاته ادارك بعدم الإدراك

وإذا بحثنا في ذات الله سبحانه وتعالي في كونه وكينونته فهذا يعتبر شرك لأننا في قياسنا في هذا الأمر سوف نقس على خلق منظور لدينا .. لكن الله سبحانه وتعالى غير مدرك بالنظر المجرد ولا بالتفكر لأنه إذا أردنا أن نقس بالنظر فلا مجال لذلك .. وإذا أردنا أن نقس بالعقل فلا مجال لذلك

وهذا ما تدل عليه هذه الحكمة البليغة من أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه وهو العجز عن الإدراك إدراك والبحث في ذات الله إشراك

أما عن استخدام البلاغة والفصاحة والخطابة لقلب الحقائق فهذا لا يجوز لا دينيا ولا أخلاقياً وأنا أفهمك جيداً

مع فائق الاحترام

فارس عبدالفتاح يقول...

الأخ الفاضل / فشكول الموقر

الرد على سؤالك وسؤال الأخت سول وسؤال الاخ قيس بن الملوح بخصوص الصور في ردي على الأخ حسين

مع خالص الاحترام والتقدير والتوقير

فارس عبدالفتاح يقول...

الأخت الفاضلة / نون

والله العظيم أنت بترفعي من معنوياتي إلى عنان السماء بتحسسيني أني يعني قال الواد لديه من المعرفة ما يكفي

وأنا اجهل من الدواب وأضل من الهوام

فعلا فيه مشكلة في شبابنا وأنا بعتقد أني طراز قديم في كل شيء حتى في تفكيري وهذه مشكلة في حد ذاتها حتى معا أصدقائي ومعا وزملائي في العمل

بس مش عارف هو الغلط عندي أو عندهم بس أنا بعتقد أنهم الغلطانين مش عشان أني أعاني من مرض ( الأنا ) لكن فعلا بالعقل والمنطق أنا صح وهم غلط أنا ببحث عن المعرفة وبحاول أكون إنسان لديه جانب من المعرفة وهما كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمولو

مع خالص احترامي

فارس عبدالفتاح يقول...

الأخ الفاضل / قيس بن الملوح


الرد على سؤالك وسؤال الأخ الموقر فشكول في ردي على الأخ الحسيني لزومي

مع خالص التحية والاحترام

م/ الحسيني لزومي يقول...

حبيب قلبي / فارس
انا مازلت اتكلم في الشكل لاني لا ارغب ان اتحدث في المضمون من حيث الربط بين الصورة وعلم الكلام او الثيوقراطية..لاننا بالتأكيد سوف نختلف وهذه سمت البشر " ولوشاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم " صدق الله العظيم...يقول بعض المفسرون لذلك خلقهم اي لحكمة الاختلاف .
لك ما شئت وأكثر ...تريد ان تقوا أن المعني في بطن الشاعر وهذا في مجال الشعر حقيقة...بصدر رحب وبكل حب تقبل مني..هل كل من يقرأ هذا البوست أو ذاك يجب أن يقرأ المذكرة التفسيرية للعلاقة بين صورة الزعيم عبد الناصر والموضوعات المطروحة.
مع خالص حبي وتقديري

فارس عبدالفتاح يقول...

اهاهاهاهااهاهاهاهااه

جميلة اوي المذكرة التفسيرية طبعاً لا وانا اوافقك الراي ومن الان لن اضع صور عبدالناصر في اي موضوع الا اذا كانت لها صلة بالموضوع

مع خالص تحياتي

mohamed hassan يقول...

فارس باشا
مقال ممتاز و لو اني غير متعمق في هذا الاتجاه
تحياتي
محمد حسن

mohamed hassan يقول...

فارس باشا
مقال ممتاز و لو اني غير متعمق في هذا الاتجاه
تحياتي
محمد حسن

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

كل ماقلته عن ذات الله سبحانها وتعالي وما يختص بعلم التوحيد وعلوم العقيدة يمكن تفسيره بعيداً عن الكلام والمتكلمين
والخلط بينهم لا أراه يصح
ده كان من صفت المعتزلة والأشعرية والماتريدية وغيرهم

علم الكلام ينقسم الي المنطق والفلسفة
ولكن يذكر أن المنطق فيه الصالح وفيه الطالح

ولو كان عندي الوقت لأتيت لك بكلام مفصل للأئمة الكبار في ذم علم الكلام والمتكلمين
ويكفي أنا تعرف أن الأئمة الأربعة تواترت أقوال عنهم بذم علم الكلام كما قال الشافعي : حكمي على أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال وأن يطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من اشتغل بعلم الكلام .
وقال فخر الدين الرازي : ((لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات: {الرحمن على العرش استوى} [طه:5] {إليه يصعد الكلم الطيب}[فاطر:10] واقرأ في النفي {ليس كمثله شيء }[الشورى:11] {ولا يحيطون به علما}[طه:110] ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي)).

وكذا قال أحمد وأبو حنيفة ومالك وبن تيمية وبن القيم والشيخ الهروي له كتاب معني بذم علم الكلام

ولأني لا أملك الوقت الأن
ولأني لا أريد أن أدخل في نقاشات أخري الي حين التخرج
فأدعوك لإعادة المطالعة مرةً أخري علي ضوء ما ذكرت لسيادتك وقراءة اقوال أهل العلم في علم الكلام

فإن كنت لن تفعل
فاعتبرني لم أمر إلا لإلقاء السلام
وعرض وجهة نظر مخالفة
دمت بخير أخي الكريم