الاثنين، نوفمبر 23، 2009

من مصر الى الجزائر ... اسماعيل فهمي قدم استقالته والفريق الشاذلي لحق به






الكل مندهش بل ومذهول عندما يرى المشاهد الغريبة العجيبة التي كانت على التليفزيون من بكاء وصراخ وعويل واستنجاد وتنديد بما فعله الجزائريين على خلفية اللقاء الذي هو من المفروض أنه رياضي لتصفيات كأس العالم 2010م، ويظهر الجمهور المصري المشجع وهو يصرخ بالاستنجاد وأخرى تصرخ لتطلب حمايتها وثالثة تستجدي مسئولين الحزب الوطني أن يحموها ولكن دون جدوى ، ورابع يبكي .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة لماذا فعل الجزائريين هذا ونشدد على جوهر السؤال وما الذي استدعى هذا العنف إلى هذه الدرجة ، والوعيد للشعب المصري على صفحات الجرائد اليومية والتليفزيون والإذاعة والانترنت حتى وصل بهم الأمر وصفهم لإستاد القاهرة أنه إستاد إسرائيل ، هذا سؤال ساذج إلى الكثير من المصريين بل أن أكثرهم يرجع هذا إلى حقد دفين وغل تجاه الشعب المصري ليس له مبرر إلا الحقد والغل فقط دون مرجعية إلا أنه شعور بالدونية من الجزائريين دفعهم إلى هذا .

وهذا ليس صحيح إطلاقاً ولا من المنطق أو الواقع وهنا يأتي فك شفرة هذا الذي حدث ، صرح الأستاذ محمد حسنين هيكل من أكثر من سنة منذ أحداث غزة وقبلها بسنين كان يتحدث – تآكل القوة الناعمة لمصر – وهي الهيبة والاحترام الذي تتمتع به مصر في الأمة العربية والشرق بصفة عامة ، والشعب المصري يسأل باستغراب واستعجاب وذهول نحن المصريين كيف يحدث لنا هذا .

والمصريين أو الكثير من المصريين لا يعرف شيء عن تاريخه سواء التاريخ القديم أو الحديث ، بل وصل بهم الأمر إلى أنهم يشككون في تاريخهم ويقولون أن ثورة يوليو المجيدة 1952م، تلاعبت بالتاريخ وزيفت في أحداثه .








وهذا نتاج الحرب النفسية – التي شنت علينا بتشكيكنا في تاريخنا وفي هويتنا وهي حرب بدأت ولم تنتهي ، ووصل بهم الأمر إلى أنهم يقولون أن التاريخ الذي درس لنا في المراحل التعليمية المختلفة تاريخ ملفق وان وضعوا المناهج التعليمية الذين هم بالأساس يسيرون على خطى ضباط الثورة وجمال عبد الناصر الذي هو اكبر مزيف للتاريخ الحديث لمصر .






ولكن سوف نتقدم الشيء القليل ونصل إلى ما بعد حرب أكتوبر 1977م، وبعد بدأت المفاوضات على السلام – التسوية – فلقد وصل الأمر بالرئيس السادات أنه بدأ يصغي لكيسنجر وزير الخارجية الأمريكي بعد أن أعلن السادات أن 99% من أوراق الحل في يد أميركا واخذ يقبل بالتنازلات المرة تلوى الأخرى وطلب من السوريين أن يقبلوا بهذه التنازلات وأن يسيروا معه في طريقة مفاوضات السلام – التسوية – التي كان يأمل السادات أن يتمها مهما كلف الأمر ومهما تنازل حتى عن الثوابت والمبادئ الأساسية للشعب المصري والرأي العام العربي من انظمه وشعوب ، فكان الرفض من السوريين بعد مباحثات قام بها السادات أثناء زيارة قام بها لسوريا ، فأعلن الاستمرار في علمية مفاوضات السلام ( التسوية ) منفرداً ، بل وأعلن في أحدى خطبه أنه على استعداد للذهاب إلى الكنيست ذاته .

ومن هنا بدأت عملية الرفض من قبل أبناء مصر الشرفاء عندما أعلن وزير الخارجية المصري ( إسماعيل فهمي ) وهو من الوطنيين المصريين الأحرار بتقديم استقالته إلى النظام المصري المتمثل في شخص السادات بأنه لن يستمر في عملية المفاوضات لأن كيسنجر وموشيه دينان يطالبنا منه أمور لا تقبلها – الكرامة المصرية – ورفض زيارة السادات إلى إسرائيل ، فقبل السادات هذه الاستقالة .

ولحق به الفريق ( سعد الدين الشاذلي ) قائد الأركان المصرية في حرب 6 أكتوبر 1973م، بإعلان استقالة هو الآخر ، رفضاً لزيارة السادات لإسرائيل والاستمرار في عمليه التسوية ، وسافر إلى مؤتمر الرفض في الجزائر ، فأتهم السادات الفريق سعد الدين الشاذلي بأنه أفشى أسراراً عسكرية في كتابه الذي قد كتبه بعد الحرب وعليه فانه مطلوب للمحاكمة في مصر .

فقامت سوريا والجزائر والعراق وليبيا وهم جبهة الرفض لعملية التسوية التي كانت على قدماً وساق تجري في – كمب ديفيد – بعد زيارة السادات لإسرائيل إقامة مؤتمر الرفض الذي استضافته الجزائر ، والذي تم فيه أعلن بيان الرفض لعملية المفاوضات من جانب واحد وهو الجانب المصري وان عملية التسوية هذه هي خيانة للأمة العربية كلها .


فاستضافت الجزائر الفريق سعد الدين الشاذلي ، وبعدها هاجم السادات الدول العربية كلها بلا استثناء ، وأن مصر لا تحتاج إلى الدول العربية وأن المعونات الأميركية سوف تغنيها عن المساعدات العربية التي كانت تأتينا تدعيماً لتسليح الجيش المصري والتي تقررت في مؤتمر الخرطوم في أواخر عام 1967م، بقيادة الزعيم عبد الناصر والملك فيصل والرئيس بومدين وجميع الدول العربية .

ومن هنا كانت عملية الرفض الكبيرة من جانب الشعوب العربية للموقف المصري في عمليه التسوية وعندها أعلنت الدول العربية أن مقر الجامعة العربية سوف ينتقل من القاهرة إلى الجزائر ليكون مقراً لها ، وأن مصر قد خرجت من الطوق العربي ، وفقدت قيادتها للأمة العربية بتوقيع معاهدة التسوية مع العدو الإسرائيلي ، وفعلاً قد تم نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى الجزائر العاصمة .

ومن هنا بدأت عملية تأكل – القوة الناعمة – للشعب المصري العربي الأصيل من الطبيعي أن يتهمنا الجزائريين وغير الجزائريين من الفلسطينيين والسوريين وغيرهم بالعمالة وأن ملعب إستاد القاهرة وهو إستاد إسرائيل .



هناك 10 تعليقات:

Dr. Kafy يقول...

كلام كبير قوى و مهم فعلا
و أنا متفق معك فى أننا جاهلون بالتاريخ.

أعجبنى منك أنك بدلا من أن تنظر إلى ذيل القضية تبحث عن أصلها و عن عمقها التاريخى

أشكرك
و تحياتى

جلال كمال الجربانى يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
جلال كمال الجربانى يقول...

السلام عليكم

تحليل تاريخى جيد ولكن وهناك أسباب أخرى متعدده نحرت بالتدريج بقايا قوه مصر الناعمه أو بقايا هيبتها


كموقفنا غير الواضح وغير الصريح أثناء هجوم أسرائيل على غزه ومنعنا لهروب الفلسطينيين الى أراضينا هرباً من القذف العشوائى للمدنيين بدعوى أنهم سيمكثوا لدينا ولن يعودوا الى غزه وبذلك لن يكون هناك شعب يدافع عن القضيه والأرض الفلسطينيه كلام ليس منطقياً بالمره


وهناك أيضاً موقفنا المتعنت بحجز وتأخير دخول قوافل الأغذيه والدواء والفلسطينيين أيضاً الى غزه وهى فى حاله حرب


وهناك أيضاً تصديرنا للغاز المصرى بأسعار زهيده بل ببلاش أى ندعم اليهود
ويعايرنا وزرائنا هنا بدعم رغيف العيش

أنها أسباب كثيره أخى الفاضل أدت الى إضمحلال بل وتلاشى قوه مصر الناعمه ومكانتها وأصبحت الدوله العجوزه الملطشه للصغار فى الحى


بل وأدت الى أن ينظر الينا العرب تلك النظره الدونيه وفقدنا أحترامهم
وأهانونا فى بلادهم وليس فى الخرطوم فقط
الحديث ذو شجون وكبير ويكفى ذلك الأن

وكل عام وأنت بخير حال

م/ الحسيني لزومي يقول...

كل عام انتم بخير
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

غير معرف يقول...

تآكل القوة الناعمة لمصر بدأ قبل كامب ديفيد
بدأ لما مصر تدخلت فى اليمن عسكريا
ولما الزعيم عبد الناصر هدد بشن هجومه على السعودية
بدأ عندما تنازل ناصر عن السودان فى صفقة مع الاحتلال
بدأ عندما فصل نظام ناصر أساتذة الجامعات بناء على توجهاتهم الثقافية
عندما طلب ناصر من القضاء الإلتحاق بالاتحاد الاشتراكى


صفوت حمدى

مقاول بناء الكويت 99796914 يقول...

موضوع محلي لا افقه به شئ
---------
كل عام وانتم بخير وعيد سعيد

lina يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.. بارك الله فيكم على اللمحة التاريخية و لكن ..هل تظن ان التاريخ جعل الجزائريين يحملون حقدا على مصر و ابنائها..
انا لا اظن ذلك صراحة كل ما في المر فتنة الله اعلم بما وراءها ..تبقى مصر بلدا مسلما والله المستعان ..

lina يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

يشرفني مروركم على المدونة ، بارك الله فيكم ..

أوافقكم في كل ما تفضلتم به و لكن بغض الاعتبار عما جرى عبر تاريخ مبهم ، فانا واثقة ان للشعب المصري نظرة مختلفة للامور و السلطات لم و لن تعكس ابدا الوجه الحقيقي لابناء شعبها .. أحمل كل التقدير لكم و لبلدكم ..بلاد الإسلام و مهد الحضارات..

مزيدا من التوفيق ان شاء الله.

مهندس مصري بيحب مصر يقول...

الجامعة العربية تم نقلها إلى تونس يا عزيزي :)

و القوة الناعمة لمصر تأكلت تماماً

الدارس النفسي الاخضر قرارة يقول...

بدون عربية ما قومية