الخميس، يناير 28، 2010

التشكيك في السياسات والمرجعية







اشكك في السياسات وفي مرجعتها التي بنية عليها ولا اشكك في الوطنية فأنا ضد التشكيك في الوطنية لأنها شيء لا يستطيع إنسان مصري أن يقبله لأني اعلم ما هي الوطنية المصرية حق العلم ، ولكن خرج الدكتور مصطفي الفقي على الوطن المصري بتصريح مزعج في منتهى الخطورة فقد قال : أن الرئيس القادم لمصر يحتاج إلى موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل ، وكان تصريح خطير جداً يشكك في سيادة الشعب المصري وفي وطنيته وفي كل شيء يتعلق بهذا الوطن الذي هو لا يقل قدراً عن حبي لنفسي التي بين جنبي .



فإني من الذين يختلفون اختلاف حقيقي مع سياسات السادات ولكن لم أكن يوماً ممن يشككون في وطنيته كذلك اختلف مع حسني مبارك ونظامه ولكن لم اشكك يوماً في وطنيته ولا يجوز أن يشك احد في وطنية أي مصري أين كان ما دام لم يأتي بعكس ذلك وإنما نختلف مع السياسات الخاطئة من وجهة نظرنا ولمرجعتنا المعاكسة لهذه السياسات


وقدر رد عليه الكثير ولكن من رد عليه وأفحمه وألقى حجراً في حلقه بل من كان له الرد المنطقي هو الأستاذ محمد حسنين هيكل فقد بعث خطاب إلى رئيس تحرير جريدة المصري اليوم بتاريخ 13 يناير 2010م، وكان نص خطابة الأستاذ هيكل الآتي :





عزيزي الأستاذ/ مجدى الجلاد


إنني أعتذر عن إزعاجى لك وسط شواغلك ـ لكن حديثاً نشرته صحيفتكم «المصرى اليوم» فى عددها بالأمس، على صفحتى (٨ ـ ٩) مع الدكتور «مصطفى الفقى» ـ أثار فى خواطرى، وربما خواطر غيرى، عدداً من الأسئلة ظننت أنك وحدك تستطيع المساعدة في أمرها بجواب.


في ذلك الحديث ـ في عدد الأمس ـ قال الدكتور «مصطفى الفقى» بالنص: «للأسف أن الرئيس القادم لمصر يحتاج إلى موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل».

إنني توقفت أمام هذه العبارة التى قدرتم أهميتها فوضعتموها في مقدمة ما اخترتموه لحديث الدكتور «الفقى» من عناوين، لأنها جملة كاملة، وجملة معبرة، وجملة مسؤولة بلا سهو أو خطأ ـ باعتبار أن صاحبها يعلم ما يقول، ويقول ما يعلم، فقد تولى منصباً رفيعاً فى الرئاسة لسنوات طويلة ـ وهو منصب سكرتير الرئيس للمعلومات ـ ثم إنه تصدر لمهمة كبيرة لايزال عليها، وهى رئاسة لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس الشعب القائم.

دعنى أضف أن أسئلتى ليست سياسية، وإنما مهنية، فأنت تعرف كما أعرف أن أركان الموضوع فى أى خبر لا تستوفى حقها إلا أن تجيب عن أسئلة ضرورية لاستيفاء عناصره، فهناك فيما أورده الدكتور «مصطفى الفقى» خبر كبير، وذلك حين ذكر بعد تعبير عن الأسف: «أن الرئيس القادم فى مصر يحتاج إلى موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل».

وإذا كان ما ذكره الدكتور «الفقى» خبراً، وهو خبر بالتأكيد، فإن هناك أسئلة وإجابات لازمة لاستكماله، وكلها ليست من عندى، وإنما هى مجمل أول درس عن قواعد المهنة وأصولها سمعناه جميعاً.

والحاصل أن الدكتور «الفقى» أجاب عن سؤال واحد من أسئلة الخبر، وهو السؤال بـ: ماذا، أى ماذا حدث، وقد لخصه عنوان «إن اختيار الرئيس القادم فى مصر يحتاج إلى موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل».

لكن حق المهنة ـ وواجبها ـ يستدعى بقية من أسئلة لابد لها من إجابة عليها حتى يستوفى الخبر أركانه. هناك السؤال عن: متى؟ (أى متى وقع الخبر؟ ومتى أصبح اختيار الرئيس فى مصر بموافقة أمريكية، وعدم اعتراض إسرائيل؟!). وهناك السؤال عن: كيف؟ ـ وهناك السؤال عن: أين؟ وهناك السؤال عن: من؟ ـ وهناك السؤال عن: لماذا؟ ـ وأخيراً هناك السؤال عن: ثم ماذا؟!



إننى أبعث إليك بهذه الرسالة وأتركها فى عهدتك، وهى رسالة مهنية بحتة من رئيس تحرير سابق إلى رئيس تحرير جديد لاحق.


وإذ أبعث بها إليك ـ فإننى أتركها فى عهدتك المهنية، ترى فيها رأيك حسب تقديرك ـ واثقاً فى كل الأحوال من كفاءتك صحفياً مدققاً ومقتدراً.


تقبل وأسرة تحرير «المصرى اليوم» صادق الود وموفور الاحترام.


محمد حسنين هيكل


ملحوظة: ربما يستطيع أحد خبرائكم القانونيين أن يشرح لقارئكم معنى التعبير القانونى: «شاهد ملك!» وقد اخترته بدورى عنوانا لهذه الرسالة إليك!



وقد ظهر بعد ذلك الدكتور مصطفى الفقي يعتذر على شاشات الفضائيات ويتحجج بأنه ( لم يوفق في الصياغة ) وقد أحسست بصدقه في هذا الأمر ولكن كيف لشخص مثل الدكتور أن يقع منه مثل هذا الأمر فهو دكتور في العلوم السياسية وهو ممثل للشعب المصري في مجلس الشعب المزعوم ، وقد كان رئيس مكتب المعلومات في رئاسة الجمهورية ، وعضو فاعل في الحزب الوطني ، فكيف لمثل هذا المسؤول السياسي أن يقع منه مثل هذه التصريحات التي تشكك في مصر وشعب مصر ووطنية المصريين وفي سيادة الشعب والوطن المصري .


أن مثل هذه النماذج المصرية مع عدم تشكيكي في وطنيتها ولكنها ليسو أكفاء لكي يتحدثوا باسم الشعب المصري العظيم أو الوطني المصري الأبي الذي لا يقبل أي تدخل من احد في شؤونه


هناك 9 تعليقات:

ن يقول...

قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{ ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون } .

انه لمحزن ان يصل يا إخوانى نتيجة الحوار الى درجة الشتائم المشينة .
والمفروض ان مجتمع التدوين يعكس ما ثقافاتنا وحضارتنا وماتربينا عليه .
لاحول ولا قوة الا بالله .

فارس عبدالفتاح يقول...

يا اختنا الفاضلة / نون

لا يحزنكي هذا الامر فما هو الا دليل قاطع على العجز المعرفي والافلاس الفكري وفساد الدين فضلاً عن الاخلاق

والتي نرى منها الكثير فاذا اختلفت مع اي شخص فانه يصل به الافلاس الفكري والعجز المعرفي

انه يتهمك بان تسيء الادب معه

فيتخذ السب والشتم اداة تعبيرية عن واقعه الانساني المفلس والعاجز عن ايجاد حجة على ما يقول وما يعتقد

فيلجأ الى هذا الاسلوب الغير اخلاقي

فانه هناك حكمة تقول

كل إناء بما فيه ينضح

وقد سمعتها من جدى عليه رحمة الله

فشكووول يقول...

ازيك يا فارس

تعليقك هذه المره عندى الجمنى وجعلنى لا استطيع الرد عليك .. فكل ما جاء به صحيحا.

خلينا فى الدكتور مصطفى الفقى .. عايز اقول حاجه .. الدكتور مصطفى فى المطبخ وعارف الاخبار وعارف الدهاليز وعارف كل حاجه .. ما حدش بيشكك فى وطنيه حد .. بس مش يمكن هو عارف اللى احنا مش عارفينه ويارب ما يكون صح ولا حقيقه احسن كدا لو كان صح يبقى نروح نرمى نفسنا فى البحر وخلاص لاننا كدا نبقى شعب ما لناش لازمه

تحياتى

عطش الصبار يقول...

يااستاذ فارس
مصطفى الفقى عارف بيقول ايه
وهو طبعا يعنى هذاالكلام
بالمصادفه اتفرجت على برنامج على الجزيره مش متذكره اسمه كان بيقدم اعترافات عملاء المخابرات السابقين وايه اللى بيعملوه مع رؤساء الدول الناميه وكانوا بيتكلموا عن رئيس لااحدى دول امريكا اللاتينيه وازاى كان حماس الراجل ورغبته الشديده فى الاصلاح وطبعه كان العميل الاستخباراتى بيشرح الاساليب القذره اللى استخدمت مع الرئيس الجديد لحد ما اصبح يسجيب
لو تعرف مدى صدمتى لتلك الاساليب لدرجه انى نسيت اشوف اسم البرنامج لانى فضلت مش مركزه خالص لبشاعه ما يحدث وتمت الشاره برضه لبعض حكام الدول العربيه
كل شىء ممكن والفقى ادرى ومش مسأله خطأ غير مقصود
تحياتى

Unknown يقول...

كان من الواضح أن حلقة 48 ساعة التي ظهر فيها اللاعب على الأوتار مصطفى الفقي كانت جلسة صلح بينه وبين مؤسسة الرئاسة برعاية المذيعين اللذان يقدمان البرنامج
في شكل ممل وسخيف لا يمكن أن يخرج إلا من ممثل كالفقي

وزلات اللسان هذه هي الحقائق التي يمكن أن نخرج بها عن نظامنا الحاكم
وهو معروف للجميع كواقع غير معترف به!!

ويبقى التواصل

م/ الحسيني لزومي يقول...

اخي العزيز/فارس
المشكله ببساطه ان هناك نصوص في اللائحه المنظمه للعمل تحتمل اكثر من تفسير وبناء عليه نشأ خلاف حول هل ينتخب مجلس شوري الجماعه التي تنتهي ولايته في يونيو القادم مكتب الارشاد ام يتم الانتظار حتي شهر يونيو مع العلم ان المرشد تنتهي ولايته في 13 يناير بمعني انه سيظل منصب المرشد خاليا ويدار بالانابه لمدة ستة اشهر ومن هنا احتدم الخلاف وظهرت عورات اللائحه التي من المفروض ان يعدلها مكتب الارشاد الجديد.
بخصوص النصاري هناك الكثير من الحقوق التي يجب علينا منحهم ايها خاصه انها لاتتعارض مع الاسلام فقد افتي القاضي الليث بن سعد ان عمارة الكنائس من عمارة الارض وقد اقترح الشيخ محمد الغزالي وهو اخواني
الاصل في ندوه عقدت بنقابة المهندسين في التسعينيات وحضرها البابا شنوده ان تقوم الدوله بصحر مساحات دور العباده لدي الطرفين وتنسبه الي عدد السكان ويمنح من لديه نقص وكل عام تمنح مساحات جديده بنفس النسب وقد افتي مجمع البحوث بان النصاري لهم الحق ان يطبقوا شرعهم في الاحوال الشخصيه.. اما الوظائف فالاخوان لا يعترضون الا علي تولي رئاسة الجمهوريه.
عندما كنت عضو بنقابة المهندسين قمت بعمل احصاء لعدد المهندسين النصاري (وقد عاصرة فترة المهندس عثمان احمد عثمان وقبل ان يدخل الاخوان النقابه) لعدد المهندسين الكلي فوجدتهم 28%وكانت نسبة مشاركتهم قبل دخول الاخوان النقابه في الانتخابات 5% من مجموع الناخبين ثم ارتفعت نسبة المشاركه بعد دخول الصوت الاسلامي الي 40% وكانت نسبه حصولهم علي الخدمات التي تقدم من المعارض والرحلات وخلافه 45% ...وعندما تم تشكيل لجنه لتقصي الحقائي بالنقابه العامه للشركات الخاسره المشاركه فيها النقابه فترة عثمان احمد عثمان كانت برئاسة الاستاذ الدكتور ميلاد حنا....وعموما لما يوصلوا الشعب هو اللي هيحكم وليس هناك علي مدار تاريخ الاخوان توتر بينهم وبين النصاري.
بخصوص الفيلم انا شاهدته قبل ذلك ومسجل عندي .

فشكووول يقول...

ازيك يا فارس
مش شايف ان 31 سنه بقوا كتير وخايف لا تبقى جد قبل ما تتجوز وفرحان بالكويت وقعدتك هناك ..الحق نفسك .. انا حذرتك وانت حر

م/ الحسيني لزومي يقول...

اخي العزيز فارس
لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين

Soul.o0o.Whisper يقول...

أخى العزيز / فارس

دايما منور والله
و بأعتذر عن فترة التقصير

و بالنسبة للشكوى و الاعتذار .. فهى ليست شكوى أبدا

و إنما هى وسيلة لالتماس العذر منكم على تقصيرى
لكن بأحاول انى أرجع زى ما كنت الاول


لى عودة لقراءة مقالك إن شاء الله

دمت بكل الخير