الاثنين، أكتوبر 04، 2010

المادية الجدلية الديالكتيكية الجزء الثالث ..!


من كتاب نقض أوهام المادية الجدلية الديالكتيكية : الجزء الثالث ، للدكتور المفكر محمد سعيد ‏رمضان البوطي . ‏

لقد شرحنا في الجزء الأول نشأة فلسفة المادية الجدلية الديالكتيكية ، وتطورها من هرقليط إلى ‏هيجل الفيلسوف الألماني ، وفي الجزء الثاني شرحنا تطور المادية الجدلية الديالكتيكية من منظار ‏الفلسفة الماركسية ، وتعرضنا إلى الفروق الجوهرية بين فلسفة هيجل والفلسفة الماركسية ، وعرجنا ‏على مجموعة من القوانين التي تعتمد عليها الفلسفة الماركسية في فلسفتها ومنهجيتها وهي سر ‏فاعليتها وحياتها ، واليوم نستكمل هذه القوانين . ‏

قانون وحدة الأضداد وصراعها : ‏

لقد ثبت أن كل شيء متغير متطور ، ذلك قدر مشترك بين جميع المعاني والتصورات التي عبر عنها ‏دعاة الديالكتيك قديماً وحديثاً ، ولكن ما العامل الأساسي للتطور ؟ تجيب الماركسية عن هذا ‏السؤال ، بأن مصدر التطور في كل شيء إنما هو أضداد موجودة متزاحمة ضمن الشيء الواحد ، بل ‏ضمن الوحدة الصغيرة المتجزأة من الشيء ، والعامل المباشر للتطور هو الصراع الذي يتم بين هذه ‏الأضداد ضمن وحدات المادة مهما ضؤلت وصغرت . ‏

ولما كانت هذه الأضداد توجد وتتصارع ضمن حدة ، ولا تتعايش متجاورة منفصلة بعضها عن ‏بعض فقد كان المآل الحتمي .. أي تجاوز كيفيات سابقة قديمة إلى كيفيات أخرى .. وهكذا ‏دواليك ، إذ هو السبيل الوحيد لحل التناقض بعد طول احتكاك وصراع . ‏

وتطيل الماركسية البحث في إثبات أن كل شيء في العالم المادي يحتوي على تناقضات داخلية ، ‏وتتخذ من المكتشفات الحديثة في عالم الطبيعة والفيزياء خير شاهد لها على ذلك ، أن اكتشاف ‏الفيزياء – مثلاً لبنية الذرة المعقدة المتناقضة – إن دل على شيء إنما يدل على هذا القانون الذي ‏تعتبره الماركسية العمود الفقري لنظريتها الشاملة في الديالكتيك . ‏

قانون نفي النفي : ‏

والحقيقة أن هذا القانون ، هو في الوقت ذاته يعد الركن الثالث من الدائرة الديالكتيكية ذات الإيقاعات ‏الثلاثة التي سبق بيانها ، إذ هو المعنى تقريباً بالتركيب الذي يأتي بعد كل الأطروحة والطباق . ‏

وذا توخينا الدقة العربية في التعبير عن هذا القانون فلنعبر عنه بـ ( نفي النافي ) ، وذلك لأن الطباق هو ‏الانعكاس الأول للأطروحة ، كالنبات الذي ينمو من البذرة بعد استهلاكها ، ثم أن السنبلة إذا أينعت ‏وأستصلبت في أعلى النبات ، تشكل من ذلك انعكاس تولد من الانعكاس الأول ، ولما كانت السنبلة ‏المليئة ناسخة لدور البنات المتطاول على وجه الأرض ، جاز أن نطلق عليها أنها نسخت ذاك الذي ‏كان قد نسخ الحبة إذ بذرت في التراب ، وكلمة نفي النفي أو نفي النافي ليس إلا تعبيراً عن ذلك . ‏

هذا القانون يمتاز فيما تراه الفلسفة الماركسية – بما يلي : ‏

أولاً : الاستمرار الذي لا توقف له ، فهو دستور التطور الدائم ، ورمز الجدة الناسخة لكل قديم فما ‏من كيفية ألا وهي تحمل في باطنها نذور نسخها بما هو أتم وأفضل ، عندما تحين اللحظة الطبيعية ‏المناسبة . ‏

ثانياً : ليس معنى نسخ القديم أو نفيه من قبل الظاهرة أو الكيفية الجديدة ، القضاء على عناصره كلها ‏بما فيها الصالح وغيره ، بل هو نفي من شأنه أن يحتفظ بأفضل خصائص القديم ، ويمتاز عليه ‏بخصائص لم تكن موجودة ، لذا فإن ( نفي النفي الديالكتيكي يفترض النفي والمحافظة على حد سواء ‏‏) . ‏

ثالثاً : لا تسير عملية نفي النفسي سيراً مستقياً مطرداً ، أي بدافع ميكانيكي ، بل بشكل دائري ، ‏بحيث يرتد نفي النفي إلى أطروحته الأولى ، ولكن بشكل أغنى وأفضل ، وعند كل دفع ديالكتيكي ‏تتكامل دائرة أخرى أعلى من مستوى الدائرة التي كانت قد تمت قبلها ، فهي كما قلنا دائرة لولبية ‏متصاعدة مستمرة . ‏

رابعاً : ثم أن لهذه القوانين الديالكتيكية ، مستلزمات ومقولات شتى تتمسك بها الماركسية بصلابة ، ‏وترى أنها من ابرز آثار الديالكتيك ومكتسباته ، إذ هي التي تكسبها صفة الشمول وتجعلها تمل نظرة ‏متميزة إلى الكون كله ، بطبيعته ووقائعه وتاريخه ، فلنستعرض أهم هذه المستلزمات والمقولات :‏

‏1.‏ المادة هي أساس الوجود وينبوع الحقائق .‏
‏2.‏ ملازمة المادة للحركة . ‏
‏3.‏ سرمدية العالم ووحدته . ‏
‏4.‏ الوعي وظيفة لمادة عالية التنظيم هي الدماغ . ‏
‏5.‏ اللغة هي روح الفكر .‏
‏6.‏ تفاعل السبب والمسبب .‏
‏7.‏ حرية الإنسان ضمن ضرورة القانون الطبيعي . ‏
‏8.‏ المعرفة والحقيقة الموضوعية . ‏
‏9.‏ المادية التاريخية .‏

وسوف نشرح هذه المستلزمات الضرورية ( الحتمية ) في الجزء الرابع إن شاء الله حتى لا نطيل ‏عليكم . ‏

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

مصر فى مهب الريح

فى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع.

1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
4 – العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
5 – ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
6 – رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.

لمزيد من التفاصيل أذهب إلى مقالات ثقافة الهزيمة بالرابط التالى www.ouregypt.us

غير معرف يقول...

متابعه السلسه المفيده

اختيار موفق :)

تحياتي